2020-06-08 

إتفاق أوبك+: السعودية وروسيا تتحدان لمواجهة معظلة "بينوكيو"

من واشنطن خالد الطارف

أكدت وكالة بلومبرج في تقرير ترجمته الرياض بوست أن السعودية نجحت في فرض قوانين السوق واتفاق اوبك+ وإنهاء معظلة "بينوكيو".

 


ويشير التقرير أنه و" في محادثات خاصة ، اتفق وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان ونظيره الروسي ألكسندر نوفاك في 28 مايو على تمديد تخفيضات إنتاج النفط لمدة شهر آخر، وقد تم بحث التعاون الثنائي في هذه المسألة في مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في اليوم التالي. 

 

وبعد ذلك بيوم بدأت المشكلة تظهر حيث كشفت استطلاعات أوبك الأولى للإنتاج ، أن أنغولا والعراق وكازاخستان ونيجيريا لم تلتزم بالتخفيضات بالقدر الذي وعدت به. وكانت بغداد أكثر الدول غير الملتزمة.

 

ويشير التقرير " إن الغش قديم قدم نظام أوبك لحصص الإنتاج ، الذي يعود إلى منتصف الثمانينيات. ويطلق عليه الأكاديميون مشكلة "الراكب الحر" حيث تستفيد دولة ما من جهود الآخرين دون المساهمة في خفض الانتاج. وفي أوبك ، يطلق عليها الوزراء الاعضاء مشكلة "بينوكيو"."

 

ولطالما حثت المملكة العربية السعودية الأعضاء الآخرين على تقاسم العبء بشكل أكثر إنصافًا، قبل أن تنضم روسيا ، وهي دولة مشهورة بعدم الالتزام بالتخفيضات قبل أن تتحول الآن إلى الامتثال الصارم ، لدعم السعودية في جهودها لضمان استقرار الأسواق وفق التقرير.

 

و في هذا السياق قال هاري تشيلينجويريان ، رئيس استراتيجية سوق السلع في شركة بي إن بي باريباس إس. " ما كان ذلك ليحدث(تمديد اتفاق اوبك+) لولا توحيد الجهود بين السعودية وروسيا قبل الاجتماع."

 

ويؤكد التقرير بأنه وفي البداية ، "قاوم الغشاشون الأربعة" الاتهامات والضغوط. وأعقب ذلك تحركات "درامية"استمرت أسبوعا بين الرياض وموسكو ضد هذه الدول النفطية ، وفقا لمسؤولين مشاركين في المحادثات والاستشاريين وتجار النفط الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم.


و كان لدى الجميع عذر ، من المشاكل التقنية إلى أخطاء القياس. لكن موسكو والرياض اتخذتا موقفا متشددا وصارما وفق التقرير.


وأوضح الوفد الروسي أن التمديد لمدة شهر واحد "مرهون" بتحسين الامتثال ، بحسب مصدر مطلع. وبعد أيام ، أوضح نوفاك وجهة نظره خلال خطابه الافتتاحي لمنظمة أوبك + حيث أكد أنه "من المهم ملاحظة أن السوق لا تزال هشة وتحتاج إلى إجراء حاسم. لذلك من المهم الآن الحفاظ على التخفيضات بنسبة 100٪ ".

 

و ذهبت السعودية إلى أبعد من ذلك حيث لم تصر فقط على أن الامتثال يجب أن يتحسن إلى 100٪ ، بل طلبت من" الغشاشين" تعويض عدم التزامهم السابق. وسيكون عليهم أن يقطعوا الانتاج بمستوى أعمق من يوليو إلى سبتمبر للتعويض عن فرط إنتاجهم في مايو ويونيو - وهي عقوبة مؤلمة بشكل خاص مع ارتفاع أسعار النفط.

 

ويتابع التقرير " سرعان ما حشد الأمير عبد العزيز ، وهو دبلوماسي نفطي محنك ، أعضاء آخرين وراء اقتراحه وقدم إنذارًا نهائيًا: كان اتفاق أوبك + بأكمله مرهونًا بقبول الدول الأربع لمفهوم التعويض."

 

و بدء الاجتماع الوزاري التاسع والسبعين بعد المائة لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) من خلال جلسة افتراضية ، يتبعها الاجتماع الوزاري الحادي عشر لمنظمة أوبك والدول المنتجة من خارجها (أوبك +) .

 

و بعد بعض المشاحنات الدبلوماسية ، خضعت نيجيريا وأنغولا وكازاخستان للضغوط. لكن العراق كان ضد القرار بحزم. وقال علي علاوي ، الذي كان يمثل العراق كوزير للنفط بالإنابة ، إن بغداد لن تكون قادرة إلا على الوفاء بحصتها بنهاية يوليو- ورفض فكرة التعويض.

 

 

ومع وصول المحادثات إلى طريق مسدود ، أخبرت روسيا والمملكة العربية السعودية الجميع أن اجتماع 4 يونيو المبكر لن يمضي قدمًا ، وهددوا بإلغاء اجتماع 10 يونيو المخطط له أيضًا وفق التقرير.

 

 


وقد نجح التهديد السعودي والروسي في دفع العراق بعد محادثات دبلوماسية يوم 5 يونيو ، إلى إسقاط اعتراضاته. ودعت أوبك على الفور إلى اجتماع في اليوم التالي - يوم السبت.

 


وكان البيان الختامي الذي تلى إجتماع وزراء اوبك يوم 6 يونيو ، والذي أدرج لأول مرة في تاريخ أوبك مفهوم التعويض ، نجاحا للأمير عبد العزيز ، الذي ضغط من أجل وقف الغش منذ تعيينه العام الماضي.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه