أصبحت مصلحة الولايات المتحدة الأميركية مع إيران لاسيما بعد الاتفاق المبدئي حول برنامج طهران النووي، إذا بدى واضحا للعيان أن الرئيس الأميركي بارك أوباما يسعى لكسب ودها فبدأ بمهاجمة أعدائها في المنطقة. و بشكل غير مسبوق، وفي أقل من شهر يهاجم أوباما الدول الخليجية أكثر من مرة، بدايًة كانت تصريحاته التي أثارت غضب حلفائه التقليديين ، حيث قلل من خطر إيران الشيعية على أمن دول الخليج ،وتأكيده أنّ سوء الحكم والتطرف في الداخل أكبر تهديد أمني لدول الخليج السنية، ودعوته للدول الخليجية بالإصلاح السياسي. واليوم يتهم أوباما بعض الدول الخليجية بتغذية لهيب الصراع في ليبيا، داعيا أيها للمساعدة في خفض التوترات الآن. وقال أوباما في مؤتمر صحفي بعد لقائه مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي في البيت الأبيض:" إنّ بعض الحالات شهدناها تؤجج نيران الصراع العسكري بدلا من محاولة تهدئتها." مطالبًا دول الخليج التدخل والمساعدة في تهدئة الوضع السياسي الفوضوي في ليبيا، مضيفا "سيتعين علينا أن نشجع بعض الدول داخل الخليج التي أعتقد أن لها نفوذا على الفصائل المختلفة داخل ليبيا حتى تصبح أكثر تعاونًا." وشكك الرئيس الأميركي في قدرة الاعمال العسكرية الخارجية في تخفيف حدة التوترات داخل ليبيا التي مزقتها الحرب، مؤكدا أنّه لايمكن إنهاء الأزمة ببضع ضربات بطائرات من دون طيار أو عمليات عسكرية قليلة. وشدد على ضرورة توفير حل سياسي في ليبيا، الغنية بالنفط المطلة على البحر المتوسط، لافتا إلى تعيين حكومة قادرة على السيطرة على حدودها والتعاون مع الولايات المتحدة الاميركية. ولفت أوباما إلى اهتمام واشنطن بالأماكن التي قد تأتي منها المخاطر الارهابية وليبيا بالطبع منطقة تبعث على القلق الشديد. وقارن ذلك بالوضع في الصومال حيث نفذت واشنطن هجمات بطائرات بدون طيار ضد متشددين يشتبه انهم ينتمون لتنظيم القاعدة. وقال أوباما إن الولايات المتحدة وايطاليا وحلفاءهما يجب أن يوحدوا جهودهم لمكافحة الارهاب من خلال السعي لحل سياسي. وتشهد ليبيا صراعا سياسيا وعسكريا منذ فترة بين حكومتين تتنافسان من أجل السيطرة على البلاد. ودخلت البلاد في حالة فوضى منذ عام 2011 بعد مقتل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، وتدخل قوات الناتو في البلاد. وأدى الصراع على السلطة والقتال العنيف بين الميليشيات المختلفة إلى توسع تنظيم داعش. ولاتزال مفاوضات السلام بين الأطراف المختلفة بعيدة عن التوصل إلى حل للأزمة في البلاد. وتقود الولايات المتحدة تحالفا يضم أكثر من 60 دولة، حسب قولها، بهدف التخلص من التنظيم في العراق وسوريا. ومن المقرر ان يجتمع أوباما مع زعماء الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي في كامب ديفيد القريبة من واشنطن يومي 13 و14 مايو المقبل لبحث عدد من الازمات في الشرق الاوسط.