2020-11-21 

منى المرّي: "مؤسسات الإعلام الإماراتية بادرت لاتخاذ خطوات تضمن لها حدوداً تنافسية تواكب أبرز التوجهات العالمية "

الرياض بوست

أكدت سعادة منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة أدركت في وقت مبكر متطلبات مواكبة الثورة الصناعية الرابعة، ومضت بتوجيهات ومتابعة القيادة الرشيدة في تعزيز قدراتها بأسلوب يمكنها من حجز مكانة متقدمة فيها ضمن مختلف القطاعات بما في ذلك قطاع الإعلام، إذ سارعت مؤسسات الإعلام الإماراتية إلى رصد التوجهات العالمية في هذا المجال وبادرت إلى اتخاذ خطوات تضمن لها حدوداً تنافسية تنطلق من أسس مهنية ثابتة لتحقيق متطلبات التطوير لاسيما فيما يتعلق بالتحول إلى البدائل الرقمية وإطلاق منصات تحافظ على رصيدها من ثقة المتلقي، بل وتنميه.

 

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقتها سعادة منى المرّي عن بُعد عبر تقنية الاتصال المرئي أمام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "مستقبل الإعلام في العالم" الذي نظّمته وزارة الدولة للإعلام في جمهورية مصر العربية وتحدث فيها معالي الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، ومعالي أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام، وميغيل موراتينوس، وزير الخارجية الإسباني الأسبق، والمبعوث السابق للأمم المتحدة للشرق الأوسط، بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين في العديد من الدول والقيادات التنفيذية للمؤسسات الإعلامية وجهات دولية معنية بالعمل الإعلامي، والمؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي في المنطقة.

وأشارت سعادتها إلى أن صناعة الإعلام تخطت اليوم بالفعل أعتاب مرحلة جديدة بدأت ملامحها في التجسّد بوضوح، ومن أهمها هذا الانتشار الهائل لمنصات التواصل الاجتماعي التي فرضت قواعد جديدة للعمل الإعلامي تغيرت معها العديد من المفاهيم والأدوات التقليدية للإعلام، بل وغيّرت من صورته ومحتواه، مؤكدة أن كلمة "الإبداع" ستكون العنوان العريض للمرحلة المقبلة، ليس فقط في مضمار صناعة الإعلام ولكن في مجمل النشاط البشري مع ترسُّخ قواعد الاقتصاد القائم على المعرفة في ضوء الطفرة التكنولوجية الهائلة التي قدّمت للعالم إنترنت الأشياء، والبلوكتشين، والذكاء الاصطناعي وغيرها من التطبيقات والحلول التكنولوجية الحديثة.  

واستعرضت سعادة منى المري في كلمتها مجموعة من الأمثلة لأحدث التوجهات العالمية في المجال الإعلامي وساقت مثالاً بقطاع البث التلفزيوني الذي دخل بالفعل منعطفاً جديداً في تاريخه مع انتشار خدمات "الفيديو عند الطلب" وهو ما يشكل تطوراً لافتاً في هذا المجال لاسيما في ضوء زيادة نطاقات الإنترنت وانتشار شبكات الجيل الخامس التي سيكون لها تأثير كبير في مجال توزيع الفيديو، مستشهدةً بالإحصاءات التي تتوقع أن تزيد قيمة نشاط "الفيديو عند الطلب" حول العالم على 80 مليار دولار بحلول العام 2024.  

وتطرّقت المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي خلال مشاركتها في مؤتمر مستقبل الإعلام العالمي إلى التأثيرات الواسعة للأزمة العالمية الراهنة المتمثلة في انتشار وباء كورونا المستجد، على قطاع الإعلام، إذ تشير الدراسات السوقية إلى أن هذه الأزمة وخلال العام 2020، ساهمت في تسريع وتيرة التطوير الإعلامي، حيث أجبرت الإجراءات الاحترازية التي تم تطبيقها حول العالم في مواجهة الوباء، على إيجاد أنماط استهلاك إعلامي جديدة أدت إلى زيادة سرعة التحول إلى البدائل الرقمية.

وقالت سعادتها إن هذا التحوّل يستدعي أن تبادر مؤسسات الإعلام إلى تعديل أوضاعها بما يتناسب مع الواقع الإعلامي المُستحدث الذي خلقته هذه الأزمة، والاستعداد لمرحلة جديدة من النمو بعد تجاوزها، مع الأخذ في الاعتبار أن العالم الآن يتوجه نحو الإعلام المدفوع ما يزيد من حجم التحدي والمسؤولية الملقاة على القائمين على مؤسسات الإعلام في الإعداد الجيد لإيجاد حدود تنافسية تمكنها من الصمود في وجه المنافسة القادمة وتعينها على البقاء وإثبات الذات.

ونوّهت سعادتها أن ذلك يتطلب اتخاذ سلسلة من الإجراءات من أهمها بناء وتعزيز جسور التواصل المباشرة مع المتلقي للتعرف على احتياجاته وتطلعاته، والاستثمار في البنية الأساسية التكنولوجية المناسبة التي تمكّن مؤسسات الإعلام من تعزيز ثقة المتلقي، والتركيز على منحه تجربةً فريدة وممتعة تشجعه على الولاء لما يستقبله من محتوى، وتبرر له ما يسدده من مقابل مادي للحصول على خدمة إعلامية متميزة، فضلاً عن الاستثمار في إعداد الكادر البشري المؤهل القادر على التعاطي بكفاءة مع معطيات العصر وتسخير التكنولوجيا في تقديم رسالة إعلامية عصرية. 

وقد تطرّق المؤتمر الذي جرت أعماله على مدار يوم واحد لبحث العديد من الموضوعات ومنها كيفية توظيف منصات التواصل في توصيل الرسائل الحكومية إلى الجمهور وبناء السمعة، والأدوات الجديدة للإعلام الرقمي، والتحقق من الأخبار والتأكد من مصادرها  باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتوجهات العالمية الجديدة في إنتاج المحتوى للمنصات الرقمية، و"صحافة الفرد" وأخلاقيات العمل في مضمار الإعلام الجديد، ودور هذا الإعلام في تشكيل توجهات الرأي العام، والمنافسة المهنية ومدى أهمية امتلاك خريجي الإعلام لمهارات تمكنهم من الحصول على فرص العمل المناسبة،  علاوة على التطرق إلى جزئية ريادة الأعمال والابتكار وعلاقتهما بمستقبل منصات التواصل الاجتماعي.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه