2021-01-25 

شركات #التأمين توجّه أنظارها نحو صناديق #الاستثمار المتداولة

الرياض بوست

أشارت شركة إنفيسكو إلى أن إقبال شركات التأمين على صناديق الاستثمار المتداولة قد ارتفع في السنوات الأخيرة، سواءٌ من ناحية الأصول أو تطبيقات المحافظ الاستثمارية، وتخطط هذه الشركات لزيادة مخصصاتها في السنوات المقبلة.

 

وفي هذا الصدد، قال تشارلز موسييه؛ رئيس حلول استثمارات التأمين لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة إنفيسكو: "خلافاً للرأي الشائع الذي يفيد بأن شركات التأمين لا تحتاج إلى المزايا التقليدية التي تقدمها صناديق الاستثمار المتداولة، وبالتالي قلّما تستخدمها في استراتيجياتها الاستثمارية، فقد لاحظنا بالفعل اهتماماً متزايداً من قبل شركات التأمين الأوروبية في السنوات القليلة الماضية بوضع خطط لزيادة مخصصاتها لهذه الصناديق".

 

ويدعم وجهة نظر إنفيسكو هذه تقرير صدر مؤخراً عن شركة سيرولي أسوشييتس، أوضح أن 42% من شركات التأمين في المملكة المتحدة تخطط لزيادة عدد صناديق الاستثمار المتداولة على منصاتها في غضون السنوات الثلاث أو الخمس المقبلة، وهي نسبة قريبة من مثيلاتها في الدول الأوروبية الكبرى (46% في إيطاليا، 38% في فرنسا، 37% في ألمانيا، 48% في هولندا وبلجيكا). وفي الولايات المتحدة، يشير تقرير صادر عن إس & بي غلوبال إلى أن أصول شركات التأمين المستثمرة في صناديق الاستثمار المتداولة قد تضاعفت تقريباً في السنوات الخمس الماضية.

 

وغالباً ما توفر صناديق الاستثمار المتداولة مرونة أكبر في التداول وانخفاضاً في تكاليف التشغيل وسيولة أكبر، مما يجعلها جذابة للمستثمرين. لكن شركات التأمين تستثمر في صفقات ضخمة تحقق لها سلفاً فوائد الإدارة المؤسسية ذات التكلفة المنخفضة جداً، كما أنها تستثمر على مدى طويل جداً، وبالتالي فهي لا تحتاج بالضرورة إلى زيادة السيولة التي توفرها صناديق الاستثمار المتداولة. ولذلك يتناول تحليل إنفيسكو العوامل الإضافية التي تجذب شركات التأمين إلى صناديق الاستثمار المتداولة.

 

ويضيف موسييه بأن "أحد العناصر الأساسية التي تميز شركات التأمين عن المستثمرين الآخرين هو التركيز على التنويع. ورغم استجابة شركات التأمين أيضاً للمزايا الأساسية لصناديق الاستثمار المتداولة، فإننا نلاحظ أنها تولي تقديراً خاصاً لمجموعة متنوعة من الاستراتيجيات التي يتيحها اعتماد صناديق الاستثمار المتداولة". فهذه الصناديق تمكّن شركات التأمين من إجراء تنويع سريع لمخصصاتها من خلال تجريب استراتيجيات جديدة، أو الوصول إلى فئات أصول معينة أقل سيولة أو يصعب الوصول إليها مقارنة بأشكال الأصول الأخرى.

 

وفي أوروبا، تؤدي أسعار الفائدة المنخفضة إلى قيام شركات التأمين بتحويل مخصصات أصولها نحو التركيز على الدخل الثابت مرتفع العائد والمنتجات المهيكلة والأصول الخاصة. ونظراً لأن صناديق الاستثمار المتداولة تكون غالباً أكثر سيولة من الأوراق المالية الأساسية، فهي تسمح لشركات التأمين باختبار تعرضها لهذه الفئات دون تحمل التزامات طويلة الأجل؛ حسب إنفيسكو. كما تعمل صناديق الاستثمار المتداولة كمرحلة وسيطة بالنسبة لشركات التأمين قبل النظر في تفويضات أو صناديق مخصصة.

 

لقد أصبح دمج معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية جزءاً أساسياً من استراتيجيات المستثمرين، وتلعب صناديق الاستثمار المتداولة دوراً مهماً في تمكين المؤسسات الاستثمارية من دمج هذه المعايير في محافظها الاستثمارية. وتشكّل الصناديق التي تفي بمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية نسبة كبيرة جداً من تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة الأوروبية، وتكتسب حصة في السوق بفضل التدفقات الإيجابية الشهرية منذ يناير 2017[1]. أما بالنسبة لشركات التأمين، فإن صناديق الاستثمار المتداولة التي تفي بمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية تجمع بين الامتثال الصارم للمتطلبات التنظيمية والمرونة في تخصيص الأصول، إضافة إلى الاستراتيجية الملتزمة تماماً بهذه المعايير. وثمة سبب آخر لنجاح اعتماد شركات التأمين لصناديق الاستثمار المتداولة التي تفي بتلك المعايير يتعلق بالصفات الأساسية لهذه الصناديق من حيث الشفافية والمرونة والتكلفة. ويقول موسييه "لم تعد معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية تشكلّ قيداً على شركات التأمين، بل أصبحت تعتبرها فرصة لها، نظراً للقدرات التي برهنت عليها الاستراتيجيات المعتمدة لهذه المعايير في تقليل المخاطر في الأسواق المضطربة". وقد أدت جائحة كوفيد-19 وما أحدثته من تقلبات في السوق إلى تعزيز التوجه نحو صناديق الاستثمار المتداولة التي تفي بمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.

 

ورغم وجود عوامل إضافية تعزز اهتمام المستثمرين بصناديق الاستثمار المتداولة، تبقى السيولة عاملاً مهماً لشركات التأمين، بالإضافة إلى التكلفة والأداء. وكما هو الحال مع معظم المستثمرين المؤسسيين، فإن شركات التأمين تنظر عند اختيار صناديق الاستثمار المتداولة إلى سيولة الصندوق، وتدير شركات التأمين هذه السيولة في إطار خططها؛ مثل وحدات الحسابات أو صناديق الأفق أو خطط التقاعد، لمعالجة عمليات السحب المتكررة والكبيرة التي يقوم بها عملاؤها.

 

ومن الواضح أن الإقبال على صناديق الاستثمار المتداولة يزداد ببطء في أوساط شركات التأمين في الشرق الأوسط. وحول ذلك، يقول أليسيو تشيريلو؛ مدير خدمة العملاء لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة إنفيسكو:"نشهد زيادة مستمرة في استخدام صناديق الاستثمار المتداولة بين المستثمرين في الشرق الأوسط عبر مختلف فئات الأصول، حيث يسعى المستثمرون إلى خفض التكاليف في محافظهم الاستثمارية. وتكتسب المرونة والسيولة وعدم الكشف عن الهوية التي توفرها صناديق الاستثمار المتداولة أهمية خاصة لشركات التأمين في المنطقة".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه