في كتاب الإعلامية الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفري الجديد، قصص تدفعك لأن تطبق قاعدة الحياة الأولى: الشكر. و"الشكر" هو الدافع الداخلي المحرّك للنفس البشرية، كي تستطيع النجاح في الحياة. لماذا؟ الإجابة لا تحتاج عناء: مجرد أنك حي هذه نعمة ، ومجرد أنك صحيح العقل والبدن نعمة. أنت مليء بالنعم، وكي تشعر بالصفاء الداخلي عليك أن تتذكر هذه النعم التي تملكها، قبل أن تتذكر ما تفقده. هذه هي الإشكالية الكبرى التي نعاني منها، وهي تعكس عدم ذكاءنا في التعامل مع الحياة. نحن نحتاج أن نفهم أكثر "فن الحياة" كي نستطيع أن نسير في رحلتها الطويلة المتعرجة. الحياة ليست بتلك السهولة التي نظن، ولن تكون حسب الطريقة التي نحلم بها. إننا نبحر فيها مثل سفينة تنتظر الريح، والوجهة، وأحيانا تتوقف الريح، وفي أحيان أخرى تهب الرياح عكس ما نشتهي. الصبر هو القدرة الخارقة التي تكشف شخصيتك وأنت تتعامل مع عاصفة قد تطيح بسفينتك بعيد عن الميناء الذي تريد. الهزيمة في الحياة إختيارية، وكذلك الإنتصار، لذلك فإن الإستسلام لأي مُعوِّق، هو دليل داخلي على رغبتك في الهزيمة. لا تيأس، وتذكر كل ما تملكه، وكل ما تبقى لديك من عناصر قوّة. أتذكر أنني قرأت حواراً في مجلة بريطانية مع فتاة صماء، وكان كل أملها في الحياة هو أن تسمع مقطوعة بسيطة لموزارت ولو لدقائق. مع ذلك ركزت هذه الفتاة على ما تملكه، وهو الطموح، والرغبة في التفوق الدراسي، وهكذا نجحت. تقول أوبرا: " كل مره أفتح فيها ستائر نافذتي صباحاً لأرى الشروق، أعرف أن لدي فرصة جديدة".كل إشراقة شمس تمنحنا فرصة جديدة علينا أن نتعامل معها بإيجابية. يقول روبن ويليامز في أحد أفلامه: "الانتحار حل رائع لمشكلة مؤقتة". الحياة مليئة بالمشاكل ، لكن يجب أن تؤمن أنها مؤقتة ، وأن القدرة بيديك إذا آمنت بفرصك الجديدة حين تفتح نوافذ الصباح.