حذر ريتشارد جرينيل القائم بأعمال المدير السابق للاستخبارات الوطنية الأمريكية وسفير الولايات المتحدة السابق في ألمانيا، من خطورة تسييس جهاز المخابرات، ومحاولة استرضاء إيران على حساب السعودية.
كما حذر الدبلوماسي الامريكي السابق في مقال رأي نشره موقع مركز American Center for Law and Justice وترجمته الرياض بوست من الضغط نحو إعادة صياغة تقرير حول مقتل خاشقجي الهدف منه ادانة السعودية لاسترضاء إيران والدول الاوروبية.
وأوضح جرينيل أنه تلقى في الصيف الماضي، طلبًا من عضو الكونجرس مات جايتس (جمهوري من فلوريدا) لرفع السرية ونشر المزيد من المعلومات حول مقتل جمال خاشقجي، وهو ما دفعه لمطالبة مسؤولي المخابرات المهنية في مكتب مدير المخابرات الوطنية مشاركة ومراجعة المعلومات الاستخباراتية الأمريكية حول مقتل خاشقجي لمعرفة ما إذا كان هناك تفاصيل ومعلومات أخرى يمكن كشفها للجمهور دون تعريض المصادر للخطر.
وأضاف "عند تلقي التوصية الأولى التي تفيد بأنه ليس هناك المزيد لمشاركته.. لأننا أعلنا كل شيء يمكننا مشاركته ، طلبت من كبار المسؤولين إعادة مراجعة الطلب مرة أخرى لضمان إجراء فحص جديد. وعندما عادت المراجعة الثانية بإجابة حازمة - وتفسير أكبر لحماية المعلومات الحساسة - كنت مقتنعًا بأن مسؤولي الاستخبارات المهنية الذين يتعاملون مع المشكلة قد أثبتوا تمامًا أنه لا يوجد شيء آخر يمكن قوله علنًا بشأن هذه القضية التي لن تسبب إلحاق الضرر بأمننا القومي أو أفراد مخابراتنا أو بعملهم المهم."
واشار إلى "إن إعادة تجميع المعلومات التي أجرتها إدارة بايدن مؤخرًا بشأن مقتل خاشقجي تُسيّس المخابرات الأمريكية وتبطل تقييم مسؤولي المخابرات المهنية في محاولة لمنح النظام الإيراني تأكيدات بأن فريق بايدن يعيد تنظيم العلاقة معه ومع السعودية. كما أكد اثنان من مسؤولي المخابرات المهنية الحاليين التوجيه الصادر من مكتب مدير الاستخبارات الوطنية بإعادة تجميع المعلومات الاستخباراتية على الرغم من تحذيرات المسؤولين المهنيين بأنه لا ينبغي مشاركة أي شيء آخر."
ويأتي ذلك في وقت يعمل فيه الرئيس بايدن ومستشاره للأمن القومي جيك سوليفان مع الأوروبيين لإقناع إيران بالجلوس إلى طاولة المفاوضات. وفي الوقت الذي يطالب فيه الأوروبيون أيضًا بضرورة أن يصبح الأمريكيون أكثر تشددًا مع المملكة العربية السعودية وأن يكونوا أكثر تساهلاً مع إيران وفق الدبلوماسي الامريكي السابق .
ويؤكد القائم بأعمال المدير السابق للاستخبارات الوطنية أن إعادة تجميع المعلومات الاستخباراتية لتحقيق مكاسب سياسية قصيرة المدى تعني أن الأوروبيين سعداء بإعادة صياغة قضية خاشقجي بينما يشعر النظام الإيراني بسعادة غامرة لأن إدارة بايدن تحرج عدوهم علنًا.
وبينما قد يشعر الأوروبيون بالارتياح على المدى القصير لأنهم يستطيعون تكثيف التجارة مع إيران دون منافسة من الشركات الأمريكية ، فإنهم سيرون بسرعة أن النظام الإيراني سيعود إلى جمع الأموال في جميع أنحاء أوروبا لدعم برامجهم الإرهابية وطموحاتهم النووية وفق سفير الولايات المتحدة السابق في ألمانيا.
ويؤكد جرينيل أنه "من المخجل أن يتجاهل مراسلو واشنطن العاصمة الذين يغطون نشاط المخابرات تسييس الاستخبارات في هذه الحالة لأنهم يدعمون الضغط على المملكة... كانت سياسات أوباما - بايدن في الشرق الأوسط لا تحظى بشعبية كبيرة في المنطقة ، وستؤدي العودة إليها بالتأكيد إلى قيام حلفائنا العرب بإعادة تقييم دعمهم لأمريكا واستعدادهم للوقوف في وجه أنشطة النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار."
وختم خرينبل بالتأكيد على أنه يجب أن تكون هناك رسالة واضحة من الكونجرس ووسائل الإعلام مفادها أن إعادة استغلال المعلومات الحساسة بدون مبرر ، وبالتالي التلاعب بالاستخبارات لتحقيق مكاسب سياسية ، أمر غير مقبول.