"غير مهيأ ليواكب العصر" هكذا وصفه جون سورز، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية، في معرض حديثه عن الإسلام لهيئة الإذاعة البريطانية. فعندما سُئل سورز "لماذا يصبح الأشخاص متطرفين؟" أرجع السبب الأول إلى الإسلام، قائلا إنه "كدين، ليس مهيأ لإحياء وتجديد نفسه ليواكب قيم القرن الحالي." مضيفا، حسب رأيه، هو أن المسلمين "أقل اندماجا" في المجتمع البريطاني "وهناك عدد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية مرتبطة بذلك." وأعتبر سورز أن ذلك يمثل "تحديا سياسيا كبيرا، يمكن فقط أن يضطلع به قادة العالم الإسلامي، ولا يمكن فرضه عليهم من جانب الغرب." وقالت شبكة بي بي سي عبر خدمتها العربية أن تصريحات السير جون جاءت في مقابلة ببرنامج "توداي" على راديو بي بي سي 4، بعد الكشف عن هوية محمد إموازي، الذي يوصف بأنه "جون الجهادي"، وهو بريطاني ولد في الكويت، وعرف بأنه "الجهادي جون"، الذي ظهر في فيديوهات عديدة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، صورت عمليات قطع رؤوس رهائن غربيين. في الوقت ذاته نشرت الشبكة اليوم تقريرا يفيد بأن "جون الجهادي" قد حاول الإنتحار سنة 2010 بسبب ملاحقة اجهزة المخابرات البريطانية له. ونشرت الشبكة مقتطع من رسالة ارسلها لصحفي يعمل في صجيفة ميل أون صنداي قال فيها "أشعر احيانا وكأنني ميت يسير على ساقين، ليس مخافة أن يقتلونني بل أن أقوم في يوم ما بتناول كمية كبيرة من الحبوب لأجل أن انام الى الأبد. أريد فقط أن ابتعد عن هؤلاء الناس." وتدعي جماعة "كيج" البريطانية للحقوق المدنية التي كانت على اتصال بإموازي أن جهاز الأمن الداخلي البريطاني MI5 كان يلاحق إموازي منذ عام 2009 على الأقل، وتقول إن إموازي اصبح متطرفا بسبب هذه الملاحقة. ولكن رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون ومدير سابق لجهاز الاستخبارات الخارجية MI6 رفضا هذا الطرح، فيما اتهم رئيس بلدية العاصمة البريطانية لندن بوريس جونسون جماعة "كيج" "بالتبرير للارهاب." من هو "جون الجهادي"؟ بعد أن ولد في الكويت بستة سنوات، وصل محمد إموازي إلى العاصمة البريطانية سنة 1994، وتلقى تعليمه بأحدى المدارس بشمالها، إلى أن تخرج من جامعة وستمنستر عام 2009. بعد أقل من عام من تخرجه أثار انتباه الاستخبارات البريطانية، لعلاقته بمسلحين أجانب في صفوف حركة الشباب في الصومال، بحسب تقرير نشرته بي بي سي عنه. غير أنه لم يكن متهما في أي جريمة تتعلق بالإرهاب في المملكة المتحدة، لكنه اعتقل في الخارج بعد السفر عام 2009 إلى تنزانيا، بعد تخرجه من الجامعة. وتنقل باسم محمد بن معظم، وسافر مع بريطاني آخر يعرف باسم "أبو طالب" ورجل ثالث ألماني تحول إلى الاسلام يدعى "عمر". وقد منعوا من الدخول بمجرد وصولهم إلى هناك وخضعوا لاستجواب من جانب الأجهزة الأمنية المحلية، وزعم إموازي لاحقا في حديث مع ناشطين في منظمة "Cage" في لندن أنهم تعرضوا إلى مضايقات وسوء معاملة. وتفيد منظمة "Cage" أن إموازي خضع لاستجواب من جانب الأجهزة الأمنية الهولندية والبريطانية أثناء عودته عبر هولندا. وأن ضابطا في جهاز الأمن الريطاني أم آي 5 استخدم اسم "نك"، واشار إموازي في حديثه مع المنظمة أنه جهاز الأمن تحدث الى خطيبته التي قطعت علاقتها به بعد تخويفها. وتدعي المنظمة أنه اصبح يائسا ومتلهفا لمغادرة بريطانيا في عام 2013 ، وغير اسمه إلى محمد العيان، وحاول مرة أخرى السفر الى الكويت، لكنه اوقف ثانية. وقام والده بالابلاغ عن فقدانه في أغسطس وقيل أن الشرطة أبلغت عائلته بعد أربعة أشهر أنه كان في سوريا، على الرغم من عائلته كانت تعتقد أنه يعمل في مجال الإغاثة في تركيا. لا يعرف بالضبط متى دخل الى منطقة الحرب في سوريا، لكن تقارير أشارت أوليا إلى أنه ذهب إلى إدلب 2013 للمساعدة في حراسة رهائن غربيين. وفي أغسطس 2014، ظهر في مقطع الفيديو الذي يظهر قتل الصحفي الأمريكي جيمس فولي، كما ظهر خلال الأشهر اللاحقة في مقاطع فيديو مماثلة تظهر قتل ستيف سوتلوف، وديفيد هينز وألان هينينغ. ولم يكن واضحا في جميع هذه الفيديوهات إن كان الرجل الملثم أم شخص آخر يقف خلف الكاميرا هو الذي يقتل الضحايا.