اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" محفظين القرآن في السنغال باستغلال الأطفال في التسول. وكشفت المنظمة أنّ محفظين للقرآن يجبرون عشرات الآلاف من الأطفال على التسول في الشوارع ملقيين بالمسؤولية على الحكومة في عدم تطبيق قانون يحظر التسول القسري. وأوضحت "هيومن رايتس ووتش" أنّ عمليات الاستغلال واسعة الانتشار. وذكرت المنظمة أنّ 9 أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و15 عاما تعرضوا للضرب بالسياط والعصي والحبال من قبل معلميهم ومساعديه، وفقا لتصريحاتهم في مقابلات هيومن رايتس معهم في يناير الماضي. وأكدت كورين دوفكا مديرة منطقة غرب أفريقيا في هيومن رايتس ووتش أنّ معاناة الطلاب بمثابة نقطة عمياء في المجتمع السنغالي، لافتة الي أنّ السنغال بها قوانين قوية للغاية لكنها لا تطبق. ووعد الرئيس ماكي بإغلاق دور تحفيظ القرآن غير الآمنة بعد موت تسعة أطفال في حريق في إحداها في مارس عام 2013 في داكار، إلا أنّ هيومن رايتس ووتش قالت إن عددًا قليلاً فقط من هذه الدور أقفل فعلا. ويهدف بعض المعلمين في السنغال من وراء التسول لتعليم الأطفال التواضع سواء كانوا من أسر فقيرة أو ميسورة الحال. غير أن ناشطين في مجال حقوق الإنسان يقولون إن هذا بات وسيلة للمعلمين للتربح من خلال استغلال الصغار. وتجدر الإشارة أنه عام 2005 مررت السنغال قانونا يهدف إلى منع الاتجار بالأطفال واستغلالهم في بعض دور تحفيظ القرآن، وحوكم 12 محفظا فقط منذ ذلك الحين. وأظهر إحصاء أجرته الحكومة عام 2014 لدور تحفيظ القرآن أن أكثر من 30 ألف طفل يجبرون على التسول في العاصمة دكار وحدها، ويلزم بعض المحفظين أطفالا بجلب ألفي فرنك (ثلاثة دولارات) يوميًا وإلا عاقبوهم. ويبلغ الحد الأدنى للأجر اليومي في السنغال أربعة دولارات.