تحركات واسعة وقرارات مفاجئة أعلنتها الحكومة السعودية والولايات المتحدة الأميركية في يوم واحد من شأنها تغيير مسار الحرب في اليمن، ورغم غموض تلك التحركات حتى الآن إلا أنها قد تحسم المعركة مع الحوثيين لاسيما بعدما أعلن زعيم الحوثيين في اليمن رفض الحوثيين للاستسلام أمام الغارات الجوية لتحالف عاصفة الحزم. في رد سريع لخادم الحرمين الشريفين أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ،الثلاثاء، قرارًا بمشاركة قوات الحرس الوطني بعمليات عاصفة الحزم التي تقودها السعودية ضد جماعة الحوثي في اليمن. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية تأكيدات الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني على الجاهزية التامة والإستعداد المتكامل لكافة قوات الحرس الوطني وتشريفهم بأدائه إلى جانب إخوانهم وزملائهم في بقية القطاعات العسكرية. وعبر الأمير السعودي عن "بالغ الاعتزاز إثر صدور أمر خادم الحرمين الشريفين بمشاركة قوات الحرس الوطني في هذه المهمة" وقدم وزير الحرس الوطني للملك سلمان التهنئة على ما تحقق للقوات السعودية من نجاحات، منوهًا على دورها البطولي في عاصفة الحزم للذود عن الوطن وحدوده. وذكر التقرير أن تصريحات الأمير أتت خلال زيارة تفقديه الثلاثاء للواء الأمير سعد بن عبدالرحمن الآلي في الرياض، حيث كان في استقباله عند وصوله في مقر اللواء نائب وزير الحرس الوطني عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري، ورئيس الجهاز العسكري الفريق محمد بن خالد الناهض وقائد لواء الأمير سعد بن عبدالرحمن الآلي اللواء محمد بن علي الشهراني"، حيث صافح سموه أركانات وضباط اللواء. وفي السياق ذاته نقلت السي إن إن عن سفير المملكة العربية السعودية في بريطانيا، الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز تأكيداته حرص بلاده على عدم إطالة أمد العمليات العسكرية التي تخوضها ضد جماعة الحوثي في اليمن. وأوضح في تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، أنّه "ليس لدى المملكة وقوات التحالف رغبة لإطالة أمد العمليات العسكرية في اليمن. ولكن إيقافها مرهون بقبول الحوثيين وحلفاءهم بقرار مجلس الأمن 2216. ويشار إلى أن هذه التغريدة تأتي في الوقت الذي تدخل فيه العمليات العسكرية السعودية التي أطلق عليها اسم "عاصفة الحزم" يومها الـ27. ويأتي ذلك بالتزامن مع تعزيز الولايات المتحدة الأميركية من تواجدها العسكري قبالة السواحل اليمنية حيث أرسلت حاملة طائرات "ثيودور روزفلت" لتنضم إلى سفنها الحربية لضمان استمرار الممرات الملاحية الحيوية في المنطقة مفتوحة وآمنة وفقا لما نقلته االبي بي سي عن البحرية الأميركية. ونفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تقارير مفادها أن السفن المنتشرة في المنطقة تنفذ مهمة لاعتراض شحنات سلاح إيرانية إلى الحوثيين في اليمن. وتدعم الولايات المتحدة حملة الضربات الجوية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين الشيعة في اليمن، وتوجه واشنطن والرياض اتهامات لإيران بدعم الحوثيين، لكن طهران دأبت على نفي هذه المزاعم. في غضون هذا، قُتل 25 شخصا على الأقل وأصيب 300 آخرون في العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك بعد غارة جوية على قاعدة صواريخ. وتسببت الغارة في انفجار ضخم، بمنطقتي حدة وعطان بالقرب من قصر الرئاسة بالعاصمة صنعاء، أدى لتدمير عدد من المباني، ونجم عنه سحب من الدخان ارتفعت لمئات الأمتار في السماء وأكد أحد سكان صنعاء لوكالة رويترز للانباء، ويُدعى عادل منصور، أن الإنفجار كان الأشد منذ بدء الغارات قبل نحو ثلاثة أسابيع، قائلا: أطفالي مذعورون، وأحد أقاربي فقد الوعي بسبب شدة الانفجار. وأفادت مراسلة بي بي سي، اورلا غورين، بأن المستشفيات بمدينة عدن المتنازع عليها تفتقر إلى الإمدادات لعلاج المرضى، وتشكو الفرق الطبية في المدينة الساحلية من أن المرضى يموتون بسبب نقص المعدات. ويحاول الحوثيون وحلفاؤهم السيطرة على عدن منذ أسابيع، لكن تقدمهم تعطل في مواجهة الغارات الجوية والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي انتقل إلى السعودية. وفي خطاب بثه التلفزيون أمس، قال زعيم الحوثيين إن اليمنيين لن يستسلموا أمام الغارات الجوية، التي وصفها بأنها عدوان وحشي.