السير جورج.. الرجل الذي غير وجه "كناري وارف" يسعى لتكرار نجاحه في السعودية

أكدت صحيفة الأندبندنت في تقرير ترجمته الرياض بوست أن المطور البريطاني الشهير جورج إياكوبيسكو يسعى إلى تكرار نجاحه في "كناري وارف" في منطقة العلا السعودية.

وعندما بدأ إياكوبيسكو في تطوير المراسي في "كناري وارف" في شرق لندن في منتصف الثمانينيات ، كانت المنطقة مستنقعًا من المستودعات الفارغة والرافعات الصدئة والأرصفة الملوثة. أما الآن فهي منطقة مالية منافسة لمدينة لندن .

وقبل تفشي وباء كورونا كانت تستضيف حوالي 120 ألف عامل يوميًا في أبراجها الزجاجية. وبطريقة ما ، جعل" السير جورج" - الذي حصل على لقب الفارس في عام 2011 في بريطانيا منطقة منسية تزدهر. وهذا هو أحد الأسباب التي جعلت الحكومة السعودية تستعين بخبرته لتحويل المنطقة الشمالية في العلا إلى مركز جديد للسياحة التراثية في المملكة.

ويعد هذا المشروع جزءا من مشروع رؤية السعودية 2030 ، والتي تهدف إلى تحديث السعودية ، وتنويع اقتصادها بعيدًا عن الاعتماد المفرط على الوقود الأحفوري.

وتم تعيين السير جورج ، الرئيس التنفيذي لمجموعة كناري وارف ، عضوا في المجلس الاستشاري للهيئة الملكية لمحافظة العلا ، المكلفة بالإشراف على التخطيط في المنطقة. ويضم  المجلس أعضاء آخرين وشخصيات بارزة من الفنون والسياحة والسياسة ، بما في ذلك ممثلون عن اليونسكو.

وأحد الاختلافات بين العلا وكناري وارف في أوائل الثمانينيات هو أن الموقع السعودي يوجد على بعد حوالي 1000 كيلومتر شمال غرب الرياض ، وهو أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو. وكانت مدينة الحجر القديمة مركز المملكة النبطية ، والتي استمرت منذ تأسيسها في القرن الثالث قبل الميلاد حتى غزاها الرومان في عام 106 بعد الميلاد. ويحتوي الموقع على 100 مقبرة منحوتة من نتوءات الحجر الرملي.

وفي هذا السياق يقول السير جورج "جمال المنطقة لا يوصف ، إنه مشهد لا يصدق ." وأضاف "بصراحة ، إنها إحدى عجائب العالم. إنه مثل المشي في غرفة الآثار بالمتحف البريطاني لمدة يومين ". ويبدو السير جورج ، وهو الأمين السابق للمتحف البريطاني ، متحمسا لتصميم مشروع العلا ، الذي يخطط لجذب مليوني سائح سنويًا من خلال بناء متاحف وصالات عرض وفنادق جديدة وخطوط مواصلات. ويقول المطور البريطاني "المخطط الرئيسي هو شيء تفخر به أكثر الدول تقدمًا في العالم.. كل شيء يبدأ بخطة رئيسية جيدة."

و ما يثير حماسة السير جورج بشكل خاص ، كما يؤكد ، هو إحساسه بالمسؤولية تجاه السكان المحليين قائلا "هناك قدر كبير من الاهتمام بالمجتمع.. الحكومة تتطلع إلى كيفية رفع مستوى سكان المنطقة ، وكيفية توفير حياة أفضل لهم ، وكيفية توفير الوظائف لهم. إنه مشروع مدروس ومحترم للغاية ".

وأضاف "إن المشروع يدخل السعودية في القرن الحادي والعشرين إن لم يكن القرن الثاني والعشرين ." ويهدف المخطط الرئيسي إلى خلق 38000 فرصة عمل جديدة. وتركز الهيئة الملكية لمحافظة العلا بشكل كبير على الاستدامة البيئية، حيث أعلنت خطط لإنشاء خط ترامواي منخفض الكربون بطول 46 كم و 50 في المائة من الطاقة يتم الحصول عليها من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2035. كما يتضمن المشروع التزامًا "بمبادئ الاقتصاد الدائري".

ويروي السير جورج رحلته إلى المنطقة حيث أوقف سيارته ودخل أحد المنازل المحلية بشكل عشوائي. وأوضح " الحديقة كانت عبارة عن واحة صغيرة وكان الناس جالسين على الأرض. دخلت دون سابق إنذار وقلت "يوم جيد - هل يمكنني إلقاء نظرة .. أريد أن أرى كيف يعيش الناس العاديون". وأضاف "لقد كانوا لطفاء للغاية، حيث استقبلنا الأطفال بالفواكه."

ويضيف السير جورج ، الذي نشأ في رومانيا الشيوعية: "أعرف ما هو حفل الاستقبال المنظم ولم يكن هذا هو الحال في العلا عندما وصلت ".

وفيما يتعلق بحماية سلامة المواقع الأثرية ، أوضح السير جورج أن "اليونسكو تراقب عن كثب". وأضاف " ستكون منطقة ذات سياحة "عالية الجودة".