في الوقت الذي تعاني فيه غزة الفلسطينية تجاهل دولي واضح لإعادة إعمارها تستعرض حشود من عناصر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية، قوتها العسكرية بشكل كبير في شوارع غزة. واستعرض مقاتلو حماس مجموعة متنوعة من القذائف الصاروخية ومدافع رشاشة ثقيلة ومسدسات ومجموعة من بنادق الكلاشنيكوف. وحضر عدد من السياسيين العرض بما فيهم النائب مشير المصري لإبداء تضامنهم مع الفلسطينيين المعتقلين من قبل القوات الإسرائيلية. وفي الوقت ذاته أكد مدير عمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" روبرت تيرنر أنه لم تتم إعادة بناء منزل واحد في قطاع غزة بعد 7 أشهر على الهجوم الإسرائيلي. وأشار تيرنر خلال مؤتمر صحفي في نادي بروكسل للصحافة، أن "أونروا" اضطرت في يناير الماضي لتعليق برنامج المساعدات النقدية للسكان المتضررة بيوتهم وإيقاف إعانات الإيجار للمشردين بسبب نقص التمويل. وقال تيرنر إن سكان غزة ينتابهم شعور "بالغضب والإحباط" بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي وعدم وجود أي تغيير حقيقي على وضعهم. ودعا مدير عمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين، المانحين إلى ضرورة تنفيذ الالتزامات التي قطعوها على أنفسهم، وأهمية تقديم مزيد من الدعم المالي من أوروبا إلى قطاع غزة. من جهة أخرى، أشاد مدير الـ"أونروا" بوفاء الكويت بكامل تعهداتها التي أعلنتها في مؤتمر إعادة إعمار غزة التي إنعقد في القاهرة العام الماضي. وقال تيرنر "الكويت أوفت بتعهدها السخي بتقديم 200 مليون دولار للسلطة الفلسطينية من أجل إعادة إعمار قطاع غزة". وكانت العاصمة المصرية استضافت في الـ12 أكتوبر الماضي مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي نجح في جمع 5.4 ملايير دولار خصصت من أجل إعادة إعمار القطاع إلى جانب التزام الجهات المانحة بتوزيع المساعدات من أجل الاستجابة للاحتياجات اليومية للشعب الفلسطيني. في نفس السياق، أشار تيرنر إلى أن المملكة العربية السعودية جاءت في المرتبة الثالثة العام الماضي كأكبر جهة مانحة للأونروا بعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأكد أن المانحين العرب قدموا الكثير من المساهمات إذ جاءت الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الـ7 والكويت في المرتبة الـ14. يذكر أن "أونروا" تقدم خدمات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين وعددهم نحو 5 ملايين موزعين على 5 مناطق هي الضفة الغربية وغزة والأردن ولبنان وسوريا. وقتلت الحرب التي شنتها القوات الإسرائيلية على غزة صيف 2014 أكثر من 2000 فلسطيني وخلفت أكثر من 11 ألف جريح، كما دمرت 17 ألف منزل، إضافة إلى مئات المدارس والمراكز الطبية والبنية التحتية، وشردت أكثر من 100 ألف من أهالي القطاع. .