يشهد الشارع المصري في الوقت الراهن جدلاً متزايداً حول حقيقة فقدان الاتصال بالقمر الصناعي "إيجبت سات 2"، بعد إعلان مؤسسة "إنيرجيا" الروسية لإطلاق الصواريخ الفضائية عن فقدان الاتصال بالقمر المصري. ونشرت وسائل إعلام روسية تقارير أواخر الأسبوع الماضي عن فقدان الإتصال بالقمر الصناعي "إيجبت سات 2" بعد عام واحد من إطلاقه للفضاء . ونقلت صحيفة "إزفيستيا"، في عددها الخميس الماضي، عن مسؤول بالمؤسسة الروسية قوله إن "القمر المصري يرفض الاستجابة للتعليمات والدوران في مداره"، وذكرت الصحيفة أن "الخبراء المصريين ناشدوا زملاءهم الروس لإعادة الاتصال مع القمر"، وأن "الجانبين يعملان سوياً لمحاولة الاتصال بالقمر مرة أخرى." وأرجعت "إنيرجيا" فقدان الاتصال بالقمر، الذي تم تصنيعه بمساعدة الجانب الروسي، وتم إطلاقه للفضاء من قاعدة "بايكونور" في كازاخستان، في 16 أبريل من العام الماضي، إلى "خطأ بشري"، ورجحت أن "إعطاء أوامر خاطئة"، قد يكون سبب فقدان الاتصال بالقمر المصري في 14 أبريل الجاري. وعلى الرغم من الإعلان عن فقدان الاتصال بالقمر المصري من قبل وسائل الإعلام الروسية نهاية الإسبوع الماضي، فقد انتظرت الهيئات المعنية بالحكومة المصرية حتى بداية الأسبوع الجاري، لتنفي صحة ما ورد بتلك التقارير، وتؤكد أن القمر "تحت التحكم المصري بالكامل." وجاء أول رد رسمي من جانب "هيئة الاستشعار عن بعد"، وهي هيئة تتبع وزارة البحث العلمي بالحكومة المصرية، السبت من هذا الأسبوع، أي بعد يومين كاملين من تقرير الصحيفة الروسية، وبعد 11 يوماً من فقدان الاتصال "المفترض" بالقمر الصناعي المصري، الذي تكلف إنشاؤه ما يزيد على 45 مليون دولار. وبينما أقر رئيس الهيئة، مدحت مختار، بحدوث ما وصفها بـ"أعطال تقنية اعتيادية، تحدث في أي قمر صناعي في العالم، ومن الوارد حدوثها في كل يوم وكل ساعة"، فقد أكد أنه "سرعان ما تمت السيطرة على العطل، في غضون بضع ساعات"، معتبراً أن "الشائعات مغرضة في حقيقة الأمر، من أجل صنع شوشرة، ليس لها أصل أو سبب." اللافت أن تصريحات رئيس "هيئة الاستشعار عن بعد" أدلى بها لوكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء السبت، لتتناقلها بعد ذلك وكالة أنباء الشرق الأوسط ووسائل الإعلام الرسمية المصرية، دون أن يفصح عن موعد حدوث تلك "الأعطال"، أو كيفية السيطرة عليها. يُذكر أن الحكومة المصرية كانت قد فقدت الاتصال بأول قمر للاستشعار عن بعد "إيجبت سات 1"، في أكتوبر 2010، بعد ثلاثة أعوام فقط على إطلاقه من القاعدة الروسية في كازاخستان، في أبريل 2007، لتستبدله بالقمر "إيجبت سات 2"، المصمم للبقاء في الفضاء 11 عاماً، أي بعد أقل من خمس سنوات على فقدان القمر "إيجبت سات 1" . وفي تعليق له على الأنباء عن فقدان الاتصال بالقمر "إيجبت سات 2"، اعتبر الدكتور عصام حجي، وهو خبير مصري بوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، والمستشار العلمي للرئيس السابق"المؤقت"، عدلي منصور، أن "ضياع القمر الصناعي المصري لثاني مرة، نتيجة طبيعية لاستمرار مسلسل تهميش الخبرات العلمية بالداخل والخارج." وتابع حجي، في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، بقوله: "305 مليون جنيه مصري تضيع، نتيجة عدم وجود تصور لبناء أو للاستفادة من الخبرات المصرية، وغياب وكالة فضاء مصرية.. القمر المعد للبقاء 11 عاماً لم يكمل سنة واحدة." وأضاف: "شعوري بالحسرة وأنا اقرأ هذا الخبر المحزن، الذي انتشر في مجال أبحاث الفضاء لا يوصف.. واضح أنه مكتوب علينا نزرع في أرض الغرب ونرجع بلدنا في صناديق.. شبابنا المقهور يموت وهو بيعدي البحر، ويقف العالم عليهم دقيقة صمت، وما يقفش أي مسؤول ثانية أمام ضميره ويسأل نفسه: إلى متى سيستمر تهميش الشباب وتهجير العقول؟" واختتم حجي، تدوينته بقوله: "نحن نستورد النجاح، ولكننا لا نصنعه"، وأضاف "ملحوظة" في نهاية كلامه، جاء فيها: "أتمنى من كل قلبي أن أكون مخطئاً في كل ما قلته."