أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ،فجر الأربعاء، أوامر ملكية فاجأت الرأي العام شملت تغييرات في البلاط الملكي وبعض الحقائب الوزارية. وشملت القرارات الملكية إعفاء ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز من منصبه، وتعيين ابن أخيه الأمير محمد بن نايف خلفا له. اختار الملك سلمان الأمير محمد بن سلمان ليعينه وليا لولي العهد، بموجب القرار فإن ولي ولي العهد يتولى منصبه الجديد إلى جانب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزارة الدفاع ورئاسة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الملك سلمان أصدر حزمة من الأوامر الملكية تضمنت أيضا شملت تعيين السفير السعودي الحالي في أميريكا، عادل الجبير، وزيرا للخارجية خلفًا للأمير سعود الفيصل، الذي سينتقل من وزارة الخارجية بعد سنوات طويلة أمضاها فيها ليصبح وزير دولة وعضواً بمجلس الوزراء ومستشاراً ومبعوثاً خاصاً للعاهل السعودي ومشرفاً على الشؤون الخارجية. وشدد العاهل السعودي أن ولي العهد السابق الأمير مقرن يتمتع لديه بمكانة رفيعة، مؤكدًا أنّ تعيين الأمير محمد بن نايف خلفا له يأتي ضمن العمل بتعاليم الشريعة وتحقيق الوحدة واللحمة الوطنية بحسب السي ان ان. وأشار الأمر الملكي السعودي إلى كتاب تلقاه الملك سلمان من أخيه الأمير مقرن يتضمن الرغبة في إعفائه من ولاية العهد، مضيفًا أنّ الملك سلمان رد بالقول: أبديناه للأمير مقرن من أنه ومع ما يتمتع به من مكانة رفيعة لدينا ستظل ما حيينا وكما نشأ عليه كافة أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز، إلا أنه تقديراً لما أبداه قررنا الاستجابة لرغبته بإعفائه من ولاية العهد. وأوضح الملك سلمان أن اختيار نجله الأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد جاء بسبب مايتمتع به من قدرات كبيرة اتضحت للجميع من خلال كافة الأعمال والمهام التي أنيطت به، وتمكن من أدائها على الوجه الأمثل، ولما يتمتع به من صفات اهلته لهذا المنصب، منوها أنه قادر على النهوض بالمسؤوليات الجسيمة التي يتطلبها المنصب. وبهذه القرارات أصبح الأمير محمد بن نايف البالغ من العمر 55 عاما أول حفيد للملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة يعين وليا للعهد، ويعني صعوده والأمير محمد بن سلمان - الذي يعتقد أنه في أوائل عقده الثالث - تمهيد السبيل لأول حفيد لمؤسس المملكة، لتولي الحكم. ومن المتوقع أن ينال تعيين الأمير محمد بن نايف ترحيب الولايات المتحدة، والقوى الغربية، فضلاً عن دول الخليج، وذلك بسبب نجاحاته العملية، ودوره المحوري في مكافحة الإرهاب الدولي. ويعرف عن بن نايف - الذي تولى أمن المملكة لفترة طويلة - موقفه القوي المناوئ للمتشددين الإسلاميين. وكان قد نجا من محاولة اغتيال دبرها تنظيم القاعدة في عام 2009. أما ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، فقد قام بأدوار عملية مهمة في الداخل السعودي، وكذل دوره الهام في وزارة الدفاع. فبعد تعيينه وزيرا للدفاع في شهر يناير الماضي، تولى في الشهر الماضي الإشراف على الحملة التي تقودها بلاده على اليمن. وذكر التلفزيون السعودي أن الملك سلمان بن عبد العزيز عين خالد الفالح وزيرا للصحة ورئيسا لمجلس ادارة شركة أرامكو السعودية، وإعفاء محمد بن سليمان الجاسر، وزير الاقتصاد والتخطيط، من منصبه وتعيينه مستشاراً بالديوان الملكي بمرتبة وزير، وكذلك إعفاء عادل بن محمد فقيه، وزير العمل، من منصبه وتعيينه وزيراً للاقتصاد والتخطيط على أن يحل مفرج الحقباني مكانه وزيرا للعمل. وقضت القرارات الملكية أيضا بإعفاء خالد بن عبدالرحمن العيسى، نائب رئيس الديوان الملكي، من منصبه وتعيينه وزير دولة وعضواً بمجلس الوزراء وعضواً في مجلس الشؤون السياسية والأمنية. في حين يعين حمد بن عبدالعزيز السويلم رئيساً للديوان الملكي بمرتبة وزير. وأعفى العاهل السعودي أيضا نورة بنت عبدالله الفايز، نائب وزير التعليم لشؤون البنات، من منصبها، وكذلك حمد بن محمد آل الشيخ، نائب وزير التعليم لشؤون البنين، كما أمر بإعفاء منصور بن ناصر بن عبدالله الحواسي، نائب وزير الصحة للشؤون الصحية، من منصبه. وعيّن العاهل السعودي الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز، نجل ولي العهد السابق، مستشاراً للملك بمرتبة وزير، وأمر بصرف راتب شهر لمنسوبي جميع القطاعات العسكرية والأمنية من أفراد وضباط ومدنيي وتجدر الإشارة إلى أنّ الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود قد عين وليا للعهد في يناير الماضي بعدما خلف الملك سلمان الملك الراحل عبد الله في سدة الحكم.بحسب بي بي سي وينتمي مقرن، وهو في أواخر العقد السابع من العمر، إلى الجيل الأول من أبناء مؤسس الدولة السعودية الحديثة الملك عبد العزيز، شأنه شأن الملكين الراحل والحالي. وأعفي من منصبه كرئيس لجهاز الاستخبارات السعودية في يوليو 2012. واعتبر الكثير من المراقبين حينها أن هذه الخطوة ستقلل من مكانة الأمير. لكن الملك الراحل عبد الله عينه في فبراير وليا لولي العهد حينها سلمان.