أحدثت الاصلاحات التي أعلن عنها ولي لعهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وفقا لرؤية السعودية 2030 ، تغييرات اجتماعية جذرية أهمها في سوق العمل.
قناة tv5 monde الفرنسية أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكد فيه أن إبراهيم أحمد سعى لفترة طويلة إلى الحصول على وظيفة ثانية لسداد قرض بنكي قبل أن يستقيل ليصبح سائق لدى أوبر ، وهو عمل يعتبر "مهينًا" إلى حد ما على المستوى الاجتماعي، ولكنه يسمح له مثل غيره من السعوديين الشباب ، بتغطية نفقاته.
وقال هذا الموظف السعودي في القطاع الخاص وهو متزوج يبلغ من العمر 31 عاما ، اثناء قيادته سيارته : "أنهي عملي في الساعة 2:00 مساءً ، مما يجعل من الصعب العثور على وظيفة ثانية.. كان دخلي مع سداد القرض محدودًا للغاية وقضينا أربع سنوات صعبة".
ويشير التقرير " مهنة السائق في المملكة العربية السعودية كانت مخصصة بشكل عام للمهاجرين من أصل هندي أو باكستاني ".
ويؤكد التقرير " لقد استفاد السعوديون منذ فترة طويلة من دولة الرفاهية السخية ، التي تمولها عائدات النفط ، ولكن الحزمة الهامة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هي غيرت اللعبة."
و تهدف هذه الإصلاحات ، المصحوبة بتدابير تقشفية غير مسبوقة مثل خفض الدعم الحكومي ، إلى تقليل اعتماد البلاد على عائدات النفط وتقليص عجز الموازنة الذي يتزايد باستمرار منذ انخفاض أسعار النفط الخام منذ عام 2014.
ويقول إبراهيم أحمد ، الذي يستخدم نصف راتب 8000 ريال (حوالي 2000 يورو) من وظيفته الأولى لسداد الرهن العقاري ، والذي بدأ العمل في عام 2017 كسائق أوبر "أعمل سبع ساعات في اليوم (مع أوبر) ، خمسة أيام في الأسبوع لأربح حوالي 6000 ريال (1500 يورو) في الشهر".
ويقول السائق السعودي إن هذا المصدر الجديد للدخل ساعده في سداد قرضه وشراء سيارة جديدة و "تزويد أولادي بكل ما يحتاجونه" في بلد ترتفع فيه تكلفة المعيشة.
و تم إطلاق أوبر في المملكة العربية السعودية عام 2014 ، وتعمل حاليًا في 20 مدينة في جميع أنحاء البلاد ، وقد عملت مع حوالي 200،000 سائق سعودي منذ ذلك التاريخ ، حسبما ذكرت الشركة لوكالة فرانس برس عبر البريد الإلكتروني.
وقالت الشركة "انضم عدد كبير من السعوديين إلى أوبر بسبب الفرص الاقتصادية والمرونة التي يوفرها (العمل) بدوام جزئي".
وفي سياق متصل يشير التقرير " مع معدل بطالة يبلغ 30٪ بين الشباب ، وفقًا للإحصاءات الرسمية ، تتبع البلاد سياسة "التحرر" لسنوات حتى تقوم الشركات بتوظيف المزيد من السكان المحليين."
ويضيف التقرير "من الشائع الآن رؤية الشباب السعوديين يعملون في المطاعم أو الفنادق أو المتاجر ، رغم أن البعض ما زالوا يقولون إنهم يخشون التعرض للوصم ، بشأن العمل في القطاعات التي كانت عادة مخصصة للأجانب عمومًا."
وقامت شركة أوبر التي استحوذت على شركة كريم ، بتوظيف سائقات من النساء منذ السماح للنساء بقيادة السيارات في المملكة العربية السعودية.
وفي هذا السياق قالت هالة الشمري وهي مراقب في هذه الشركة وكالة الأنباء الفرنسية "الكثير من أصدقائي يعملون في كريم وتحسنت أوضاعهم المالية".
كما يؤكد عبد الله المغلوث عضو الجمعية الاقتصادية السعودية لوكالة فرانس برس "ثقافة المجتمع السعودي فيما يتعلق بالوظائف الوضيعة تغيرت.. الشباب السعودي بدأ في قبول وتقبل وظائف لم يكن يتقبلها من قبل".
و يقول تركي العنزي الذي يبلغ من العمر 33 عاماً أنه لا يهتم بالمظهر ، مشيرا " مع اوبر أنا سيد نفسي ..لا عيب طالما أني أفعل شيئًا لا ينتهك الأخلاق".