2015-10-10 

خبير دولي: السياسة السعودية لا تتغير

من باريس، بارعة سراج

فاجأ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، العالم بإعلانه تغييرات جذرية في قمة هرم السلطة، بدءً بمنصب ولي العهد ووزير الخارجية، وليس انتهاءً بمنصب نائب ولي العهد ، ليمهد بذلك الطريق للجيل الثاني من غير أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود للحكم. وأثارت هذه التغيرات الكثير من الأسئلة إلا أنّ جون ماركس الخبير في شؤون الشرق الأوسط والخليج بمركز "كروس بوردر إنفورميشن أكد أن آل سعود وصلوا إلى وضع يجب عليهم فيه "التفاوض من أجل تغيير الوجوه والتحرك بغية تعيين شخصيات أصغر سناً لمحاولة إعطاء قوة دافعة للعائلة المالكة". وأضاف أنّ السعودية مبنية على نظام حكم يشارك فيه ما يقرب من سبعة آلاف أمير، والانتماء إلى الأسرة المالكة مصدر القوة الرئيسي للجميع . وضرب مثلا بوزارة الخارجية، التي حمل حقيبتها عادل الجبير سفير السعودية لدى الولايات المتحدة، خلفاً لسعود الفيصل، الذي شغل هذا المنصب منذ سبعينات القرن الماضي أعرب عن رغبته في التقاعد، موضحا وبالرغم من تخلي الفيصل عن منصب وزير الخارجية، إلا أنه سيحصل على منصب استشاري قيادي في ملف السياسة الخارجية. وقال: "في حقيقة الأمر سيبقى الأمراء الأكثر نفوذاً متنفذين، لكن تسيير الأمور اليومية للحكومة سيتغير شيئاً ما، إلا أننا نشهد بكل تأكيد تغييراً في الأجيال". وكشف ماركس أنّ العديد من المحللين السياسيين أو الدبلوماسيين الغربيين، يرون ولي العهد الجديد محمد بن نايف شخص معروف في الغرب ويتحدث الإنجليزية بشكل جيد ولديه شبكة اتصالات واسعة مع الحكومات الغربية وأجهزة الأمن والمخابرات هناك، فضلا عن كونه معروف بقدرته على إدارة أحد أكثر الملفات تعقيداً، ألا وهو ملف اليمن. ويرى الخبير في شؤون الشرق الأوسط أنّ الملك سلمان اختار ولياً للعهد يمتلك كل الصفات المطلوبة للمنصب ويحظى باحترام في العالم. وتابع أنّ الأمير محمد بن نايف تقلد منصب وزير الداخلية لفترة طويلة، بالاضافة إلى نجاحه قبل عقد من الزمان في التصدي للحركات الإسلامية المتطرفة بالسعودية. وبين ماركس أنّ تعيين الأمير محمد بن سلمان نائباً لولي العهد يثير قدرا كبيرا من الاهتمام. وعن تقييم التغييرات في إطار السياسة الخارجية للسعودية أكد ماركس أنّ "ولي العهد الحالي، محمد بن نايف، يدير الملف اليمني منذ عدة سنوات. وفي ما يتعلق بتجهيز وتحريك الحملة العسكرية في اليمن، ستجد أن دور محمد بن سلمان كان بارزاً للغاية فيها". وأكد ماركس أنّه بالنظر إلى "الترخيص الذي منحه الملك سلمان، فهما اللاعبان الأساسيان في الحرب اليمنية ويحتلان مركزين هامين في عملية توارث السلطة في السعودية".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه