في الوقت الذي تعالت فيه الانتقادات للسعودية عقب إعدامها 46 إرهابيا، يقول خبير دولي أن المملكة أكثر قوة من أي وقت مضى، رغم التحديات الصعبة التي تواجهها، خصوصا من التيارات الإرهابية. ومعروف أن الرياض عانت من ويلات الإرهاب لسنوات عبر هجمات إنتحارية نفذها تنظيم القاعدة، إلى درجة محاولة إغتيال محارب القاعدة الأول وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف.
ويقول الخبير الدولي جاكومو لوتشاني في قراءة للازمة الاخيرة بين السعوية وإيران أنه وعلى الرغم من صعوبة معرفة الطرف الذي بدأ المواجهة إلا ان المؤشرات تذهب ناحية الجناح المحافظ في ايران الذي استمات في منع الاتفاق النووي الايراني وفشل في مسعاه ما جعله يحرك مخابراته لتعمل عن قرب لتهديد النظام السعودي الذي رد بكل قوة من خلال الاعدامات الاخيرة .
وجاكومو لوتشاني خبير دولي وأستاذ في معهد جنيف للدراسات الدولية والتنمية عمل لفترة طويلة خلال مسيرته المهنية في السعودية بعد تخصصه في اقتصاديات الطاقة والاقتصاد السياسي في منطقة الشرق الاوسط تخصص يؤهله للحكم على قدرة السعودية على مواجهة انخفاض اسعار النفط والعجز الكبير في الميزانية حيث يقول لوتشاني خلال حديثه لسويس أنفو " للسعوية هامش واسع وقدرة كبيرة على المناورة وسد العجز في الميزانية بما أن ديونها كانت، وحتى أشهر قليلة مضت، صفرا، فيما بلغ حجم الاحتياطي المالي لديها نحو 700 مليار دولار، وهو الاختياطي الذي من المتوقع أن تلتجئ اليه هذا العام، وعليه، فإن بإمكانها، وبكل بساطة، أن تغطي العجز إما من الاحتياطي أو عن طريق الإقتراض أو بزيادة خفض الإنفاق وهوما يجعل الوضع الاقتصادي الذي تعيشه السعودية بعيدا على أن يكون سببا في الأزمة الحاصلة هذه الأيام.
ورغم العجز الذي شهدته ميزانية السعودية يستبعد لوتشاني الاتهامات التي تكال لها على أنها تصب الزيت على النار وتفتعل الازمات لترفع في أسعار النفط حيث يقول"المملكة العربية السعودية تستطيع أن ترفع سعر النفط ببساطة، من خلال الموافقة على خفض الإنتاج وهو ما لا تقبل به لأنها لا تريد أن تتنازل عن حصتها في السوق لصالح إيران والعراق وروسيا، وأيضا وبالطبع لصالح سوق النفط الصخري الأمريكي."