2015-10-10 

في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحافيون مصريون في السجن

من القاهرة، مختار أبو مسلم

يحتفي العالم باليوم العالمي لحرية الصحافية بينما يقبع 18 صحافيا مصريا في السجون، وتوجه جماعات حقوقية انتقادات لاذعة لوضع حرية الرأي في البلد الذي لطالما تغنى صحفيوه بقدرتهم على رفع سقف الحريات في ظل أنظمة قمعية. وابرزت وكالات الأنباء تقرير تتهمت منظمة العفو الدولية فيه السلطات في مصر بقمع حرية الصحافة عن طريق إحالة الصحفيين والإعلاميين للمحاكمة واستجوابهم في قضايا جنائية. كما نشرت شبكة دويتش فيله في نسختها العربية رسالة قد كتبها صحفي مصري محبوس احتياطيا منذ أغسطس 2013. وذكرت المنظمة في تقريرها أسماء 18 صحفيا وإعلاميا سجنوا وعشرات آخرين يواجهون تحقيقات جنائية. وانتقدت وزارة الخارجية المصرية تقرير المنظمة الدولية وقالت إن الصحفيين يلقى القبض عليهم بناء على إذن من النائب العام وتتم مراعاة الاجراءات القانونية بشكل كامل. وذكرت وكالة رويترز نقلا عن بدر عبد العاطي المتحدث باسم الخارجية قوله إنه "لا يتم استهداف أحد لكونه صحفيا وإن مثل هذه الاتهامات هراء مسيس". وقالت المنظمة إن "صحفيين عدة احتجزوا منذ فترات طويلة دون توجيه اتهامات لهم أو إجراء محاكمات لهم ومن بينهم مصور مصري يعرف باسم (شوكان) محتجز منذ أكثر من 600 يوم". وأضاف التقرير "في مصر اليوم أي شخص يتحدى الرواية التي تروج لها السلطات رسميا أو ينتقد الحكومة أو يكشف انتهاكات حقوق الانسان معرض للسجن وغالبا ما يحتجز لأجل غير مسمى دون اتهام أو محاكمة أو يتم إحالته للقضاء بتهم ملفقة". وقالت المنظمة إن "هؤلاء الصحفيين المعتقلين وثقوا لوقائع انتهاكات لحقوق الإنسان أو انتقدوا السلطات أو الحكومة أو من المؤيدين للرئيس السابق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وأطيح به في يوليو / تموز 2013". وأشار التقرير إلى الحكم الصادر على ثلاثة من صحفيي قناة الجزيرة بالسجن ما بين سبع وعشر سنوات بتهمة نشر أكاذيب. يذكر أن الاسترالي بيتر غريسته رحل من مصر في فبراير / شباط في حين تجري إعادة محاكمة المصري الكندي محمد فهمي والمصري باهر محمد. وتقول منظمة العفو إن معظم الإدانات في القضايا المذكورة تفتقر إلى الأدلة واعتمدت فقط على شهادات قوات الأمن. وأشار التقرير إلى قضية أخرى صدر فيها حكم بالسجن 25 عاما على 14 صحفيا وإعلاميا الشهر الماضي بتهمة نشر معلومات كاذبة والتحريض على العنف فيما تعرف إعلاميا بقضية "غرفة عمليات رابعة". وفي قضية منفصلة، يواجه 5 صحفيين من صحيفة "المصري اليوم" تحقيقا جنائيا بعد اتهامهم قوات الأمن بـ"الفساد وانتهاك حقوق الانسان". وقالت المنظمة الدولية إنه "منذ منتصف 2013 قُتل مالايقل عن ستة صحفيين أثناء تغطيتهم احتجاجات في مصر بيد قوات الأمن أو خلال اشتباكات بين المتظاهرين". وكتب المصور الصحفي محمود أبو زيد الشهير بشوكان رسالة نشرتها شبكة دويتش فيله قال فيها "بالنظر إلى حقيقة أنني أقبع في السجن منذ أكثر من 600 يوم ولا أعلم متى ينتهي هذا الكابوس، لا لشيء، سوى لأنني قمت بواجبي وعملي الصحفي. ففي شهر آب/ أغسطس 2013 عملت كمصور صحفي ونقلت عملية إنهاء اعتصام رابعة. ولأنني كنت هناك أقوم بعملي، اتهمت بأنني من أنصار الرئيس المخلوع محمد مرسي، مثلما هو الحال دائماً" وأضاف قائلا "في بلدي، أصبح العمل الصحفي جريمة جنائية. 13 صحفياً ممن تعاطفوا مع جماعة الإخوان المسلمين حكم عليهم بالسجن المؤبد، بل حكم على أحد الصحفيين بالإعدام." وتسائل شوكان أين هم سياسيو العالم الذين خرجوا في باريس للتظاهر ضد مقتل صحفيي "شارلي إيبدو" وطالبوا بالحفاظ على حرية التعبير وحرية الصحافة؟

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه