بعدما تم تجريبها على قطعة نسيج محترقة منذ نحو 38 قرنا أعلنت وزارة الآثار المصرية يوم الثلاثاء عن توصل أثريين مصريين إلى مادة جديدة لترميم الآثار العضوية كالنسيج والبرديات المحترقة. وقال وزير الآثار ممدوح الدماطي في بيان إن فريق المرممين بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية توصل إلى مادة "ستحدث طفرة في علم ترميم الآثار العضوية على مستوى العالم أجمع" حيث تساعد على تعويض عنصر السليلوز الموجود في الكثير من المواد الأثرية التي كان يعتقد أنها غير قابلة للترميم. وأضاف أن المادة الجديدة "طوق النجاة بالنسبة للمواد الأثرية المحترقة والمتكربنة كالبرديات ولفائف النسيج" وأن الدراسات التجريبية التي استمرت سنة كاملة "أعطت نتائج مذهلة خاصة في المنسوجات المحترقة." وقال إن مادة الترميم طبقت على قطعة نسجية محترقة -في المتحف المصري المطل على ميدان التحرير- وكانت أسفل أحد ماكيتات الدولة الوسطي (نحو 2050-1786 قبل الميلاد) حيث استعيد "اللون والخواص المفقودة." وقال إنها "أول مادة ترميم مصرية قابلة للتسويق التجاري داخليا وإقليميا ودوليا" وستكون باكورة إنتاج وحدة متخصصة مزمع تأسيسها بالوزارة الآثار "لإنتاج وتسويق مواد ترميم مصرية... في السوق الدولي." وقال عضو فريق البحث حسن عبد الرحيم نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية في البيان إن المادة المبتكرة "مادة تقوية مستحدثة للمواد الأثرية العضوية المحتوية على مركب السليلوز وأنها من البوليمرات المحسنة بالنظائر من أصل طبيعي" وإنها ستنتج بتكلفة بسيطة. في الوقت ذاته أعلنت وزارة الآثار المصرية أيضا إن بعثة مركز البحوث الأمريكي اكتشفت غربي مدينة الأقصر الجنوبية مقبرة أثرية تحتفظ برسومها الملونة التي تسجل جوانب من تفاصيل الحياة اليومية في مصر الفرعونية. ورجح البيان أن تكون مقبرة "سا - موت" وزوجته "تا - خا - عت" من عصر الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة التي تأسست عام 1567 قبل الميلاد وكانت بداية الدولة الحديثة التي يطلق عليها علماء المصريات عصر الإمبراطورية. وتحمل جدران المقبرة رسوما بألوان يغلب عليها الأزرق كخلفية للزوجين وهما يحملان القرابين إضافة إلى صور أخرى لهما وهما يحملان زهرة اللوتس رمز البعث في مصر القديمة. وتحمل الجدران أيضا رسوما لعمال لهم بشرة سمراء يؤدون أعمالا يدوية. وقال البيان إن في المقبرة -التي اكتشفت بمقابر الأشراف غربي الأقصر الواقعة على بعد نحو 700 كيلومتر جنوبي القاهرة- مناظر "تعكس طبيعة الحياة اليومية آنذاك كما تنقل المراسم الاحتفالية لصاحب المقبرة وعائلته" وإن المقبرة تعرضت قديما لتخريب "متعمد حيث تم كشط بعض المناظر والنصوص من على جدرانها." وكانت بعثة مركز البحوث الأمريكي اكتشفت بالتعاون مع أثريين مصريين الأسبوع الماضي في المنطقة نفسها مقبرة "أمنحتب" حارس بوابة الإله آمون التي "تعرضت للتخريب المتعمد" أيضا في الثورة الدينية التي قادها الملك اخناتون الملقب بفرعون التوحيد. وأطلق أمنحتب الرابع على نفسه اسم اخناتون بعد توليه الحكم عام 1379 قبل الميلاد وتمرد على سلطة الكهنة وغير ديانة آمون إلى ديانة آتون ورمزها قرص الشمس ونقل عاصمة الدولة إلى أخيتاتون (تل العمارنة في محافظة المنيا) شمالي الأقصر وانتهى حكمه نهاية غامضة عام 1362 قبل الميلاد.