السعودية تستعرض قوتها النفطية الجيوسياسية

أكدت صحيفة آسيا تايمز في تقرير ترجمته الرياض بوست أن تعامل السعودية مع إرتفاع أسعار النفط وصفقة أوبك+ والدعوات الامريكية لزيادة الانتاج يكشف إستراتيجية جديدة تتبعها المملكة.

ورفضت السعودية مرارا الدعوات الأمريكية لزيادة إنتاج النفط لتعديل الأسعار المرتفعة في السوق في ظل العقوبات التي أعلنتها واشنطن ضد موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.

وتعني أسعار النفط المرتفعة دخلاً مرتفعًا لروسيا. وتجاوزت مبيعات روسيا من النفط والغاز الطبيعي التوقعات الأولية لعام 2021 نتيجة للارتفاع الهائل في الأسعار ، والتي تمثل 36٪ من إجمالي ميزانية الدولة. وتجاوزت الإيرادات الخطط الأولية بنسبة 51.3٪ لتبلغ 119 مليار دولار.

ويجعل هذا الوضع من الخطط المرسومة للإدارة الأمريكية لشل الاقتصاد الروسي آخذة في الانهيار. ويعد ارتفاع أسعار النفط أيضًا قضية محلية بالنسبة للرئيس جو بايدن. وفوق كل شيء ، ما لم تعثر أوروبا على مصادر نفطية أخرى ، فإنها ستستمر في شراء النفط الروسي.

ومع ذلك ، فإن الأمير محمد بن سلمان لديه دوافع مختلفة،ففي الوقت الذي يقود فيه برنامجا ٱصلاحيا لتحويل المملكة العربية السعودية إلى مركز رائد تكنولوجيا ووجهة سياحية عالمية وتطوير الاقتصاد السعودي بعيد عن النفط وتوفير فرص الابداع للشباب وتمكين المرأة، يواصل تحدي الإدارة الأمريكية في مشهد نادر في تاريخ العلاقات السعودية الأمريكية.

ويشير التقرير إلى أن رفض ولي العهد السعودي زيادة إنتاج النفط ومعاقبة روسيا، هي رد فعل على سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة بايدن تجاه المملكة العربية السعودية. ورفض ولي العهد السعودي مؤخرًا تلقي مكالمة من جو بايدن،بسبب القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على مبيعات الأسلحة ، ورد فعلها غير الكافي على الهجمات على المملكة العربية السعودية من قبل الحوثيين.

ويتابع التقرير أنه من ناحية أخرى فإن أسعار النفط المرتفعة تعزز في نهاية المطاف الميزانية السعودية أيضًا.