وصل الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند اليوم الاثنين إلى الدوحة لحضور حفل توقيع عقد لبيع 24 طائرة مقاتلة من طراز رافال إلى قطر. وخلال الزيارة التي ستستمر لبضع ساعات سيلتقي خلالها بصورة خاصة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وسيغادر الرئيس الفرنسي إلى السعودية حيث سيحل ضيف شرف الثلاثاء على قمة مجلس التعاون الخليجي. والى جانب صفقة طائرات رافال سيبحث أولاند مع الشيخ تميم الأزمات المتعددة التي تهز المنطقة وفي طليعتها النزاع في اليمن. وفي قطر سيحضر الرئيس الفرنسي برفقة وزيري الدفاع جان ايف لودريان والخارجية لوران فابيوس حفل التوقيع الرسمي لعقدين يتعلقان بصفقة مقاتلات رافال. والعقد الأول سيتم توقيعه مع داسو للطيران التي تصنع المقاتلة، وشركة ام بي دي ايه الأوروبية التي تزودها بالسلاح، لبيع 24 طائرة،18 منها بمقعد واحد وست بمقعدين في صفقة قيمتها 6,3 مليار يورو. أما العقد الثاني، فهو سري بين الدولتين، وينص على تدريب 36 طيارا ومائة ميكانيكي كما سيتناول مسائل أخرى مثل تدريب ضباط مخابرات. وطائرة رافال "المتعددة الوظائف" تقوم أيضا بمهام استطلاع وهي مجهزة بوسائل مراقبة متطورة. وبالرغم من إبداء عدة دول اهتمامها بالمقاتلة التي تصنف من الجيل الرابع ونصف، وصنعت من قبل شركة داسو أفيتاسيون الفرنسية، إلا أنه كثيرا ما طالت فترات التفاوض وغالبا ما كانت تبوء بالفشل نظرا لتكلفة الطائرة العالية، فضلا عن تكلفة تشغيلها. فتكلفة امتلاك مقاتلة واحدة تبلغ تقريبا 100 مليون دولار أمريكي (في العام 2010)، في حين أن تكلفة التشغيل تدور حول 16,500 دولار أمريكي ( في العام 2012) عن ساعة طيران. وقد أدى هذا إلى صنع من الرفال 290 طائرة فقط حتى الأن تستخدم في القوات الجوية الفرنسية. ويذكر أن رافال طائرة مقاتلة ذات محركين قادرة على التعامل مع أهداف جوية وأرضية، كما توجد منها عدة طرازات تشمل قمرة قيادة تضم مقعدا واحدا أو مقعدين، كما يوجد منها طراز مخصص للإقلاع من حاملات الطائرات، ويمكنها حمل أسلحة نووية. قامت مصر بشراء 24 طائرة في 2015 وتعد هذه أول صفقة شراء بين مصر وفرنسا منذ تصنيع هذه الطائرة. إذ أفادت عدة مصادر أن مصر كانت في مفاوضات مع فرنسا لشراء من 24 إلى 36 مقاتلة رافال، تخضع لاتفاقية التمويل منذ نوفمبر 2014. واستغرقت المحادثات الثنائية بين مصر وفرنسا خمسة أشهر فقط، الأمر الذي فاجأ المنافسين ومعظم خبراء الصناعة، إذ كثيرا ما تمتد مفاوضات شراء الطائرات المقاتلة لفترات طويلة قد تصل إلى سنوات. ومن المقرر أن تتسلم مصر ثلاث طائرات سنويا في أعوام 2015 و2016 و2017، على أن تتسلم العدد المتبقي بحلول منتصف العام 2019. كما خاضت كلا من الكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر مفاوضات مع فرنسا منذ 2009 وأثناء تولي نيكولاي ساركوزي منصب الرئاسة، غير كلا من الكويت وقطر تنتظران إذا ما كانت الإمارات العربية المتحدة ستقوم أولا بشراء الرافال ويتوجه أولاند بعد الظهر إلى السعودية حيث سيلتقي في المساء الملك سلمان بن عبد العزيز. وسيكون الثلاثاء ضيف الشرف في قمة مجلس التعاون الخليجي، في أول بادرة من نوعها بالنسبة لرئيس غربي. وتشكل مجلس التعاون الخليجي عام 1981 ويضم السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت وعمان وقطر.