2022-10-19 

التطوع وأثره على الفرد والمجتمع (في ضوء رؤية 2030)

منيرة محمد الحماد

 

 

التطوع  سلوك إنساني رفيع، وعمل تكافلي، وواجب وطني، والتزام أخلاقي ومجتمعي يدعم اندماج الفرد في مجتمعه، ويعزز جهود التنمية المستدامة، وهو جهد يقدم لخدمة الناس دون مقابل، ويشكل رابطاً قوياً يجمع بين أفراد المجتمع نحو هدف واحد وهو المصلحة الجماعية، وقد حث الإسلام على نفع الغير  وجاء في الحديث ( خير الناس أنفعهم للناس) و يكون التطوع في مجالات البيئة والثقافة والصحة والتعليم وغيرها، فالمردود مشترك والفائدة من التطوع تعود للفرد وللمجتمع فالمتطوع يوسع دائرة معارفه ومداركه، ويوجه طاقته لعمل ينفع الجميع ويعزز تواصله مع محيطه الاجتماعي، وفي تطوعه راحة نفسية وسعادة داخلية كونه قدم خدمةً للناس بحماس وبدافع ذاتي.

كما أن التطوع يعزز قدرات الفرد وإمكانياته المهنية ويزوده بالمهارات والخبرات في مجالات متعددة، ويمكنه من مواجهة التحديات وحل المشكلات، ويؤهله لتولي العديد من المهام المستقبلية بحكم احتكاكه بأنماط متعددة من الناس، فضلاً  عن ممارسته نماذج متنوعة من الأعمال في مجالات مختلفة، وفيه اكتشاف للذات والقدرات والمهارات الشخصية، وملء الفراغ، وتوظيف الوقت، وإرضاء النفس وتقييم الذات وتنظيم حياة الفرد، وتعزيز حب الآخرين وإيثارهم.

وعلى صعيد المجتمع للتطوع آثار إيجابية عديدة منها أن الهدف الأساسي من التطوع هو خدمة المجتمع بحيث يسهم في التنمية المستدامة ودعم الفئات الضعيفة والمحتاجة والعمل على إيجاد مجتمع متطور ونام بجهود الجميع، ويسهم التطوع في تحسين العلاقات والروابط بين فئات المجتمع، وتنمية الإحساس الجماعي والحد من النزعة الفردية، وتعزيز ثقة المجتمع بأبنائه وشعوره بالأمان والطمأنينة وتحقيق التكافل الاجتماعي، وتوظيف طاقات الأفراد وتنمية الثروة البشرية، بما يسد احتياجاته بمهارات الأفراد وقدراتهم دون تكاليف .

وكذلك يسهم التطوع في خلق مجتمع قوي متماسك ويبرز مهارات أفراده، ويفيد الشباب في التدريب على العمل في ظل رقابة ذاتية وبحب ورغبة وإشراكهم في أهداف التنمية المستدامة والتعايش مع البيئات المختلفة، وينتفع المجتمع من كل جهد يقدم تطوعاً من أفراده بمختلف مجالاتهم ومواقعهم وأعمارهم .

وبما أن التطوع ينطوي على أهمية خاصة في حياة البشرية قديماً وحديثاً ومستقبلاً فقد تموضع في صلب الرؤية المباركة 203  واشتملت مضامينها على عدة أهداف بشأن التطوع منها العمل على الوصول إلى مليون متطوع بحلول عام 2030، وتوفير البيئة المناسبة لتنمية العمل التطوعي، وتحفيز أكبر عدد من المتطوعين للاشتراك بها، والاهتمام باليوم العالمي للتطوع الذي يوافق 25 ديسمبر من كل عام، وكذلك الاهتمام بالمتطوعين وتسهيل مهامهم، وقد تم تدشين منصة العمل التطوعي في المملكة بهدف دعم مبادرات رؤية المملكة، وكذلك منصة إحسان لتقييم أداء العمل التطوعي، مما يشير إلى مستقبل واعد للتطوع بالمملكة.

 

 

الكاتبة / منيرة محمد الحماد .

(( مديرة التطوع في مركز ابداع ))

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه