2015-10-10 

هل تحل فرنسا مكان أميركا وبريطانيا كحليف للخليج؟

من القاهرة، حسين وهبه

ركزت الصحف البريطانية الصادرة الأربعاء على تنامي الدور الفرنسي كحليف لدول الخليج في ضوء تراجع دور المملكةالمتحدة، والولايات المتحدة الأميركية. ونقلت بي بي سي عن لهيو طوملينسون تأكيداته أنّ فرنسا تحل سريعا محل بريطانيا كأهم حليف أوروبي لدول الخليج بعد زيارة هامة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمنطقة. ويشير طوملينسون في مقال بعنوان "فرنسا تحل محل بريطانيا كأهم حليف أوروبي لدول الخليج" إلى أنّ هولاند أصبح أول زعيم أوروبي يشارك في قمة عربية في السعودية، بعد ساعات من الحصول على عقد دفاعي لبيع مقاتلات لقطر، وهو اتفاق سيقرع ناقوس الخطر في أروقة الحكومة البريطانية" ويضيف طوملينسون في مقالة بصحيفة التايمز أن هولاند، بعيد توقيعه الاتفاق الدفاعي الذي تصل قيمته إلى 4.5 مليار جنيه استرليني في الدوحة، انضم لقادة دول مجلس التعاون الخليجي عند نقاشهم الأزمة في اليمن وسوريا والاتفاق النووي بين إيران والغرب. ويوضح طوملينسون أن السياسة المتشددة التي اتبعتها فرنسا في المحادثات مع إيران دعا الكثير من الدول الخليجية للنظر إليها كبديل لبريطانيا كأقرب حليف غربي لهم، وكأكثر شريك أمني يمكن الاعتماد عليه بعد الولايات المتحدة. ولفت إلى أنّ فرنسا أصبحت تحصل على اتفاقات تجارية وأمنية كانت في السابق ستكون من نصيب بريطانيا. ويقول طوملينسون إنه على الرغم من الصلات بين دول الخليج وبريطانيا، فإن الاستراتيجية في الشرق الأوسط ينظر إليها على أنها غير شجاعة ومتخبطة وتابعة للولايات المتحدة. وعلى النقيض من ذلك، فإن فرنسا تبنت موقفا مستقلا، تدعمها جهود دبلوماسية حثيثة تلقى استحسانا لدى زعماء منطقة الخليج غير الواثقين بالتزام الولايات المتحدة على الأمد الطويل بالمنطقة. وتابع طوملينسون إن ثقة الخليج في الولايات المتحدة تقوضت عندما رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما شن هجمات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد عام 2013. وتأثرت ثقة الخليج في بريطانيا جراء الأمر ذاته، حيث صوت البرلمان البريطاني ضد اتخاذ اجراء عسكري ضد الأسد، بينما خرجت فرنسا من الجدل الدبلوماسي بشأن القضية دون أن تتأثر. وفي السياق ذاته نوه الأستاذ الجامعي والمستشار بديوان رئاسة مجلس الوزراء محمد عبدالله العزام أنّ أنّ فرنسا قدمت نفسها بديلا قويا لأميركا في الخليج، وأن تأكيد الرئيس هولاند ارتباط أمن بلاده بأمن الخليج يجلجل الآن في ردهات البيت الأبيض وفي أوساط الجمهوريين. وبحسب سي ان ان أكد أن مشاركة الرئيس الفرنسي بالقمة الخليجية ستقلب موازين القوى عند لقاء القادة بأوباما، مشيدًا بالعبقرية السياسية لوزير الخارجية السابق، سعود الفيصل. وأوضح العزام عبر سلسلة تغريدات عبر حسابه بموقع تويترأنّ أوباما أعطى فرنسا فرصة العمر لاسيما أنها حاولت اختراق علاقة أميركا بالخليج خمسين سنة دون جدوى، وشاركت في عاصفة الصحراء 199. ولفت المستشار بديوان رئاسة مجلس الوزراء إلى كلمة الرئيس هولاند في القمة الخليجية لاسيما قوله قرار فرنسا مستقل، منوها أنّه كان يعني نحن بديل لتردد أمريكا وارتباكها، قائلا: فرنسا ستشارك في الفصول القادمة من الملحمة التاريخية وكرت أصفر لأوباما. وتجدر الاشارة الي أنّ الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، شارك في القمة الخليجية وأكد في كلمته أن الأوضاع السائدة في المنطقة ووجود تنظيم داعش والتطورات بسوريا والعراق واليمن تبرر وقوف فرنسا إلى جانب دول الخليج "لضمان أمنها" واصفا مشاركته بالقمة الخليجية بأنها "استثنائية" واعتبر هولاند، في مؤتمر صحفي عقده قبل مغادرة الرياض مساء الثلاثاء في مطار الملك خالد، أن زيارته للرياض اكتسبت طابعًا استثنائيًا من كل الجوانب، في ظل الظروف والأحداث التي تمر بها المنطقة حاليًا، مضيفا أن الأوضاع في اليمن وسوريا والعراق كلها تبرر لأن تكون فرنسا إلى جانب دول المنطقة لضمان أمنها واستقرارها. وشدد هولاند على ضرورة أن تتخذ فرنسا مع هذه الأحداث قرارات قوية لافتا إلى أن باريس تدعم المعارضة المعتدلة في سوريا، وتسعى بموازنة في دعمها لإيجاد حلول دبلوماسية. وتحدث عن كونه الرئيس الأجنبي الأول الذي يحضر قمة خليجية بالقول: وجدتها فرصة في إظهار مبادئ عمل فرنسا الدولية ودعمها المستمر لمكافحة الإرهاب، حيث الأمن من الإرهاب يعنينا جميعا، وانعدام الأمن في أي دولة هو انعدام للأمن في العالم، وخاصة في المنطقة. ونوه هولاند إلى أهمية جذب الاستثمارات السعودية والخليجية إلى فرنسا قائلا: ذا نتيجة العمل الحثيث مع أصدقائنا السعوديين وحرص فرنسا في الثبات على مواقفها وقراراتها والحفاظ على أهدافها وصورتها في العالم سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وبالعمل أيضا مع قواتنا المسلحة في المنطقة التي تشارك في التحالف الدولي بالعراق والإسهام سياسيًا في إيجاد الحلول الدبلوماسية لحل الأزمات في المنطقة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه