تداعت عصابة الأسد واحداً تلو الآخر بشكل يعكس تدهوراً في الحلقة الضيقة والمحدودة المحيطة بالنظام، وبتداعيها ستضعف لا محالة قدرة النظام السوري على التحكّم في الآلة العسكرية التي تبدو مرهقة إلى حد كبير بسبب طول مدة الأزمة وعدم قدرة النظام نفسه على مواصلة أعماله الحربية المتوحشة في أرجاء سورية، وبالرغم من اعتماد الأسد على المليشيات وأبرزها "حزب الله"، إلا أن الأخير مني بخسارة فادحة بمقتل علي عليان قائد مليشيا حزب الله في القلمون، التي تستعد لمعركة مفصلية، وهذا بلا شك سينعكس سلباً على أداء النظام ومواليه في القلمون وغيرها من المناطق التي تستعد أيضاً مع حلول الربيع إلى البدء في عمليات عسكرية نوعية ربما تستهدف مناطق حيوية داخل دمشق ما سيؤزم من وضع النظام الذي يواجه معارضة عسكرية مسلحة تبدو في أحسن حالاتها وهي تقترب من أكثر المناطق حيوية وأهمية في سورية وأعني الساحلية منها، لكن في المقابل ربما نرى توحشاً واستماتةً من النظام الذي يرى أن وضعه السياسي متردٍ مع خسارة أهم الشخصيات التي كان يعتمد عليها الأسد وهما علي مملوك ورستم غزالة، إضافة إلى الوضع المتدهور على الأرض، ما حدا برئيس النظام السوري إلى الاعتراف بالهزيمة علانية عندما أدلى بتصريحات حول هزيمة لحقت بجيشه وأن المعركة لم تنته بعد. يقابل هذا التداعي، تحرك من قبل المعارضة السورية التي تنوي عقد اجتماعٍ لها هو الأول في الرياض أواخر الشهر الحالي؛ الاجتماع الذي يجب أن تتجاوز المعارضة من خلاله الخلافات البسيطة، فالمطلوب منها كبير والدعم الذي تلقاه دولياً يجب أن يستغل والمسؤولية على المعارضة السورية ثقيلة، وسبب ذلك، الخشية من أن يؤدي سقوط النظام السوري المفاجئ إلى انهيار مؤسسات الدولة. يبدو أننا أمام تشكّل وضع سياسي جديد ولحظة حاسمة للأزمة السورية معطياته واضحة، الملف النووي الايراني، وانتصارات المعارضة واجتماعها في الرياض، وتصفية الأسد للمقربين منه، والبدء في برنامج لتدريب المعارضة السورية، كلها إشارات ينبغي عدم إهمالها، ويجب التعاطي معها والاستفادة منها بما يضمن نجاح الثورة السورية وسقوط النظام.