لا أعتقد أن القمة الأمريكية الخليجية التى سوف تنعقد فى كامب ديفيد فى الأسبوع الثانى من شهر مايو، سوف تكون قمة سلسة تتوافق فيها كل الأطراف على خطة واضحة تكبح جماح طهران وعدوانها المستمر على أمن الخليج، الذى بلغ أوجه بالسيطرة على الحوثيين شمال اليمن وتسليحهم حتى العظم، وإغرائهم بالعدوان على شرعية السلطة اليمنية، وتجهيزهم بصواريخ متوسطة المدى يمكن أن تصل إلى الرياض، كى يصبحوا عنصر قلق دائم لأمن السعودية فى حدودها مع اليمن. وأظن أن سوابق الأمريكيين فى العراق الذين تركوه نهبا لتوغل إيران يكاد يتفكك الى دويلات ثلاث !، وفى ليبيا التى تركها حلف الناتو خرابا يبابا بعد سقوط حكم القذافى!، وفى البحرين التى تعانى غياب الاستقرار بسبب تحريض إيران شيعة البحرين على الانفصال!، تؤكد لكل دول الخليج أن الأزمة الراهنة بين ايران ودول الخليج أكبر من أن تحاول واشنطن استيعابها بمعسول الوعود، وأكثر خطورة من أن يتم علاجها من خلال بعض التطمينات التى يمكن أن يصدرها الرئيس أوباما فى مؤتمر كامب ديفيد الذى يجمع القمة الأمريكية الخليجية فى 14مايو المقبل، خاصة أن تصريحات المسئولين فى طهران بلغت من الوقاحة حد التهديد باستخدام القوة المسلحة دفاعا عما يسمونه المصالح الأمنية المشتركة بين ايران واليمن!، فضلا عن أزمة الثقة الشديدة بين واشنطن ودول الخليج التى يزيد من عمقها أن واشنطن لم تورث فقط شئون العراق لطهران!، ولكنها تعترف مع العالم الغربى بحق ايران فى تخصيب اليورانيوم واستخدام التكنولوجيا النووية لتصبح (دولة حافة نووية)، إلى جوار دولة اسرائيل التى تملك ترسانة ضخمة تحوى عشرات الرءوس النووية!، يهددان معا أمن الشرق الأوسط واستقراره بينما لا يملك العرب سوى خفى حنين!. ولا يبدو أن ادارة أوباما سوف تكون قادرة على تقديم مظلة أمن لدول الخليج تماثل اتفاقيتها الأمنية مع اليابان، لأن مثل هذه الاتفاقية تحتاج الى تصديق الكونجرس الأمريكى!، وربما يكون أسهل الحلول وأكثرها تحقيقا لمصالح الولايات المتحدة، الموافقة على المزيد من صفقات الأسلحة لدول الخليج دون الإخلال بتفوق اسرائيل الاستراتيجى واحتكارها الأخير لطائرات اف35 أكثر الأسلحة الأمريكية قوة وتقدما، وحسنا أن الخليجيين يفطنون الى هذه اللعبة، وربما تكون دعوتهم الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند كى يكون ضيف شرف فى اجتماعات القمة الخليجية اشارة واضحة الى عزمهم على تنويع مصادر تسليحهم، والتقليل من الاعتماد المتزايد على أمريكا، والإدراك المسئول لأن ما ينفع العرب هو فقط قدراتهم الذاتية. *نقلاً عن صحيفة "الأهرام"