قتلت قوات تركية الأربعاء امرأة نفذت هجوما مسلحا برفقة شخص آخر، على مقر الرئيسي لمديرية الأمن العام في مدينة إسطنبول. ووفقًا لوكالة أنباء الأناضول فإن رجلٌ وإمرأة فتحا النار باتجاه المدخل الرئيسي لمقر مديرية الأمن العام في اسطنبول، وأن رجال الأمن تصدوا للمهاجمين، ودارت اشتباكات بين طرفين، تمكنت قوات الأمن على إثرها من قتل المهاجمة، فيما لاذ المهاجم بالفرار. وأصيب في العملية شرطيان بجروح. وذكرت تقارير أن المهاجمة التي قتلت كانت تحمل قنبلة ورشاش. وتأتي هذه العملية بعد يوم على مقتل المدعي العام التركي محمد سليم كيراز احتجز رهينة من قبل مسلحين محسوبين على منظمة يسارية متطرفة، وأعلنت في إسطنبول منذ أمس حالة تأهب. وكان شخصان دخلا إلى القصر العدلي باسطنبول، ظهر أمس الثلاثاء، وهما يرتديان عباءة محاميين، وتسللا إلى غرفة مدعي قسم جرائم الموظفين في النيابة العامة، محمد سليم كيراز، الذي تمكن من طلب المساعدة بالضغط على زر للإنذار في الغرفة. واستمر احتجاز "كيراز" فيي غرفته قرابة 8 ساعات. وقامت قوات الأمن باقتحام الغرفة قرابة الساعة الثامنة والنصف مساء، بعد سماعها صوت إطلاق نار في الغرفة. وقتل محتجزا المدعي في الاقتحام، فيما نُقل المدعي إلى المستشفى لتلقي العلاج إثر تعرضه لإصابات بالغة، إلا أنه فارق الحياة رغم كافة المحاولات الطبية. وكان كيراز يتولى التحقيق في قضية الفتى "بركين ألوان"، الذي فارق الحياة، في 8 مارس من العام الماضي بعد غيبوبة دامت 269 يوماً، جراء إصابته بكبسولة قنبلة مسيلة للدموع، خلال احتجاجات منتزه غزي في منطقة تقسيم بإسطنبول، عام 2013. وقال رئيس الوزراء التركي داود أوغلو الذي شارك في مراسم تشييع المدعي العام: "باسم الحكومة التركية، وبأعتباره دَينا في أعناق الشعب التركي سيتم استبدال اسم القصر العدلي في اسطنبول من "جاغلايان" إلى "محمد سليم كيراز" المدعي العام الذي أستشهد أمس الثلاثاء في الهجوم الإرهابي على القصر". و شهدت مراسم تشييع مدعي عام قسم جرائم الموظفين في النيابة العامة باسطنبول، محمد سليم كيراز، الذي توفي متأثرًا بإصابته، في هجوم إرهابي استهدفه أمس في القصر العدلي باسطنبول، مشاركة واسعة، بحضور عدد كبير من المسؤولين. وقال وزير العدل التركي، كنعان إيبك، في كلمة تأبينية أمام القصر العدلي: "إن لطلب إحقاق العدل طرق وأصول، وكل ما عدا ذلك هو خارج عن القانون والأخلاق"، داعيًا بالرحمة للفقيد، ومتقدمًا بالعزاء إلى ذويه. كما ألقى النائب العام في اسطنبول، هادي صالح أوغلو، كلمة قال فيها إن زميلهم تعرض لهجوم دنيء، وسقط شهيدًا فيه، مشيرًا إلى أن العدالة سوف تتحقق، حتى وإن أريقت دماء أخرى في سبيل تحقيقها. ونُقلت جنازة كيراز بعدها إلى مسجد الصحابي "أبو أيوب الأنصاري" رضي الله عنه، وأُدت صلاء الجنازة. كما لوحظ حضور الكثير من منسوبي القضاء للمشاركة في أداء الصلاة، هذا وقام عناصر الأمن بتفتيش المواطنين والصحفيين عند مداخل المسجد، وصعد البعض منهم إلى المآذن للمراقبة. وشارك في مراسم تشييع المدعي العام، رئيس البرلمان، جميل جيجيك، والرئيس السابق، عبدالله غُل، ونواب رئيس الوزراء، بولند أرينج، ونعمان قورتولموش، ويالتشين آقدوغان، إضافة إلى وزير الداخلية صباح الدين أوزتورك، وزير العدل كنان إيبك، ووزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية، عائشة نور إسلام، ووزير العلوم والصناعة والتكنولوجيا فكري إيشيق، وعدد كبير من المسؤولين والسياسيين وممثلين عن القوات المسلحة التركية وبلديات الولايات. وفي السياق نفسه قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "إن الديمقراطية ليست نظامًا يستكين ويتخلى عن مضمونه ببساطة، أمام مثل هذا النوع من الهجمات الإرهابية، وينبغي على جميع المؤمنين بالديمقراطية، أن يقفوا صفًّا واحدًا في مواجهة أولئك الإرهابيين". جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الرئيس التركي في العاصمة الرومانية "بوخارست"، التي يجري زيارة رسمية لها، تستغرق يومًا واحدًا، قادمًا من سلوفاكيا، يرافقه فيها وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، ووزير شؤون الاتحاد الأوروبي وكبير المفاوضين "فولكان بوزقير"، وعدد من الوزراء. وأعلن أردوغان عن عزمه زيارة عائلة المدعي العام "محمد سليم كيراز"، الذي توفي متأثراً بجراحه إثر إصابته في هجوم استهدفه أمس في القصر العدلي، داعيًا الأحزاب السياسية في تركيا، إلى إظهار مقاربة وطنية في هذا الصدد، ومشيرًا إلى وجود أحزاب تعمل جاهدة على استغلال واستثمار تلك الهجمات الإرهابية لخدمة سياساتها.