2015-10-10 

صناعة الإرهاب.. لا صناعة الاستقرار!

يوسف الكويليت

تجاوز موضوع الإرهاب عالمياً، أروقة السياسيين من رؤساء دول وهيئات ولجان، إلى الشارع والمواطن العادي، وأمام من يخططون للاستراتيجيات البعيدة، لا نجد تعريفاً للإرهاب بشكل محدد بل ترك سوقاً مفتوحة يكسب ويخسر بها من يعرف كيف يوظفه ببراعة السياسي دون هم لمبدأ الأمن، ولذلك انصب الاهتمام للقضاء على داعش، بينما الفشل يلاحقهم بالقضاء على الأم القاعدة والتي عشعشت في بلدان كالعراق وسورية واليمن وليبيا، وإسلامياً بباكستان وأفغانستان ونيجيريا لتكون الحاضن الأساسي لتلك التنظيمات مع جيوب أخرى خفية تمتد على رقعة عالمية كبيرة.. الاتهامات المتصاعدة بعضها يتحدث عن إسلام إرهابي بالجملة ويتذرع بالتاريخ بروح استشراقية غير محايدة، وأخرى ترى أن بنية الأنظمة في الوطن العربي والعالم الإسلامي الأساس في نمو وانتشار الإرهاب، وثالث ورابع يعطيانها أحكاماً متعددة، لكن لا ندري لماذا ننظر للجزء ونترك الكل؟، فالقضية جاءت من وضع تراكمي طويل، فقد استخدم الغرب الإسلام ضد الشيوعية كحائط صد لها في تلك المجتمعات، ومع الحرب بأفغانستان أكدت نظرية أن الشيوعية تقوم بحروب مقدمة لنشر أيدلوجيتها اللادينية، لكن السوابق جاءت قبل ذلك في أكثر من بلد عربي باستخدام التنظيمات وجماعاتها في حروب أخرى، ولم نسمع طيلة ذلك التاريخ في صياغة الأهداف تحويل زعامات ومنظمات قامت بدور بدائي للإرهاب، وبعلم ودعم دول خارجية، لم يتم فضحها وطلب تقديمها إلى المحاكم الدولية، إلا بعد أحداث ١١ سبتمبر، وما تلاها من تفاعلات.. الشكوك ومن بين مخططين لسياسات عدة دول، أن بناء التنظيمات الإرهابية جاء وفق أهداف بعيدة المدى بالوصول إلى أن أهم محرك للاضطرابات استغلال الدين لخدمة مصالح سياسية، وأن أمريكا وحلفاءها ضالعون بالقضية، حتى إن برلمانياً عراقياً، وقبل ثلاثة أيام من كتابة هذه السطور، قال إن دول التحالف التي تحارب داعش ترمي عليهم صناديق الأسلحة لدعمهم من طائرات خاصة، وحتى لو اعتقدنا أن الاتهام يأتي في سياق دعم الشكوك أو أن خلفه غاية ما، فالأمر وبناء على الواقع التاريخي، يمكن أن يجعل الاتهام حقيقة.. الكثيرون اجتهدوا كيف نكافح الإرهاب، هل البداية من إعادة النظر بالمناهج الدراسية بالمستويات الدنيا والعليا، أم الالتفات للمدرسة والمسجد، والاستراحة وملاحقة الداعمين مادياً ومعنوياً، ومتابعة الإعلام المحرض الذي وجد بيئة صالحة من خلال التواصل الاجتماعي بالتجنيد والدعم وغسل الأدمغة، وإذ كنا نجد هذه الممارسات داخلياً فهل من يعلنون الحرب على الإرهاب لا يملكون الأسلحة المضادة وخاصة في معرفة بنية هذا الفكر، ومؤسساته ومن يقفون خلفه؟ أم إنهم يعلمون ولكنهم كما جرى في حرب العراق وإيران كانوا يدعمون طرفي القتال لإدامة المعارك وتدمير البلدين، وأنه ليس في مصلحتهم إنهاء الارهاب، لأنه حرب استنزاف وتفتيت للمنطقة كلها كهدف ظل على أجندة دول خارجية منذ عقود بعيدة؟ المسألة معقدة وطويلة، وبغياب رصد حقيقي يبحث عن المعلومة وجمعها وتحليلها فإن الدول والشعوب المستهدفة ستبقى الرهينة بيد من عمل على بناء القواعد الأساسية للإرهاب وهذه ليست من فكر كهّان المعابد أو السحرة، وإنما جاءت من مصادر خبرات دول لا تزال تعتمد نظرية «لعبة الأمم» واستمرارها في سياساتها وأهدافها. *من جريدة الرياض

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه