كنت فى دبى، صباح أمس الأول، ضيفاً، مع آخرين من القاهرة، ومن كل عاصمة عربية، على منتدى الإعلام العربى، الذى ينعقد فى هذا الموعد، من كل عام. هناك قرأت على لسان الشيخ محمد بن راشد، حاكم دبى، أنهم فى دولة الإمارات العربية تعلموا من رئيسها السابق، ومؤسسها، الشيخ زايد، أن التاريخ لن يكتب فى النهاية إلا ما يستحق الكتابة. وتساءلت، بينى وبين نفسى، عن مفهوم الشىء الذى يستحق الكتابة من جانب التاريخ، عند الشيخ زايد، يرحمه الله، ثم عند الشيخ محمد بن راشد، وهو يقود إمارة دبى، إحدى إمارات الدولة السبع، إلى كل ما هو جديد، فى كل سنة، وأكاد أقول فيما هو أقل من السنة. لست أبالغ فى شىء، ولا أكتب إلا عما رأيته بعينى فى زيارات سابقة.. ففى العام الماضى، مثلاً، كان عقل الرجل، مع كل الذين هم حوله، مأخوذاً بالطريقة التى يمكنهم بها أن يستغلوا الطائرات الصغيرة دون طيار فى توصيل الخدمات العامة حتى باب بيت المواطن الإماراتى! يومها، وكان ذلك فى فبراير قبل الماضى، عرضوا أمامنا نموذجاً مصغراً لطائرات دون طيار، وهى تحط فى حديقة بيت، ليتقدم إليها صاحب البيت ويفتح صندوقاً فيها، ثم يتسلم من داخله بطاقة صغيرة، جاءت إليه من جهة حكومية، وهى بطاقة سوف لا يكون المواطن الإماراتى، خلال فترة قصيرة مقبلة، فى حاجة لأن يذهب ليحصل عليها من البنك، أو من غير البنك، لأنها سوف تصل إليه حيث هو فى حديقة بيته! ومن هذه النوعية، فى اتجاه التيسير على المواطنين، عند الحصول على الخدمات العامة يمكننى أن أضرب لك أكثر من مثال حى، وفى أكثر من ميدان! ولم يكن غريباً، والحال كذلك، أن يأتى ترتيب الدولة الإماراتية فى موقع متقدم جداً، من حيث مدى سعادة المواطن الذى يحمل جنسيتها، أو حتى الإنسان بشكل عام، الذى يعيش على أرضها. وفى هذا العام تقرر، قبل أيام، أن يدخل مواطنو الإمارات دون تأشيرة إلى مجموعة دول تأشيرة «الشنجن» فى أوروبا كلها، وفى عام 2013 كانوا قد حصلوا على الميزة نفسها، عند دخولهم إلى بريطانيا التى لاتزال خارج هذه المجموعة! وحين تكون الإمارات هى الدولة العربية الأولى التى يحصل مواطنوها على ذلك، فمن الطبيعى أن يكونوا فيها من بين الشعوب الأكثر سعادة فى حياتهم، ليس فى العالم العربى وحده، وإنما على مستوى العالم كله! وعندما كنت أستعد لكتابة هذه السطور، قرأت أن المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، سوف يقدم كشف حساب عن أداء حكومته فى 3 يونيو المقبل. وهى خطوة مهمة على كل حال أن يقف رئيس الحكومة أمام الشعب، فى ذكرى مرور عامين على ثورة 30 يونيو، ومرور أكثر من عام على وجود حكومته فى كراسى الحكم، ليقول لنا ماذا فعل بالضبط، وماذا لم يفعل على وجه التحديد. فإذا سألتنى أنت عن السؤال الذى سوف يكون على المهندس محلب، أن يجيب عنه وهو يقدم كشف حساب حكومته، فسوف أقول إنه قياساً على ما قلت لك عما تقدمه حكومة الإمارات لمواطنيها، يوماً بعد يوم، لا عاماً فقط بعد عام، يظل السؤال الذى ننتظر إجابته من رئيس حكومتنا على النحو الآتى: هل المواطن على أرضنا أكثر سعادة فى 30 يونيو 2015، عما كان عليه فى 30 يونيو 2014، أم أن سعادته بالعيش على أرض بلده صارت أقل؟!.. هذا هو المقياس ولا مقياس غيره عندى! * نقلا عن "المصري اليوم"