تبادل منتجا ومقدمة برنامج "جمع مؤنث سالم" بيانات صحفية متضاربة حول وقف أو تأجيل عرض الحلقة الثالثة منه. وبدا أن مؤسسة دويتش فيله الألمانية وقناة أون تي في اللتين تنتجا البرنامج الأسبوعي لم يتفقا على هذه الخطوة التي تثير الجدل في المشهد الإعلامي المصري الذي شهد غياب عدد من إعلامييه بعد إجراءات 3 يوليو 2013 في ظروف مختلفة. ودانت المؤسسة الألمانية ما اسمته فيله تدخل السلطات المصرية لوقف بث البرنامج، فيما أكدت القناة المصرية أن البرنامج لم يتم الغاؤه وإنما تم تأجيله إلى حين الانتهاء من اعادة هيكلة الخريطة الجديدة للقناة. بينما تساءلت مقدمة البرنامج ريم ماجد عبر بيان على حسابها على فيسبوك "كيف تم الإعلان عن هذه المواعيد المتفق عليها (..) دون أن تأخذ قناة أون تي في في الاعتبار خطتها لإعادة هيكلة خريطتها البرامجية؟" وغابت الإعلامية الشابة التي كانت تقدم على شاشة القناة ذاتها برنامج "بالمصري" نحو عام عن الظهور الإعلامي، وقالت في المؤتمر الصحفي الذي أعلن عن عودتها – وفي حضور رئيس القناة ألبرت شفيق - إنها امتنعت عن العمل بالقناة عندما انتهجت سياسة إعلامية لا تناسبها. واوقفت السلطات المصرية عقب إعلان اجراءات 3 يوليو 2013 والتي ازاحت الرئيس الإسلامي الدكتور محمد مرسي، عدة قنوات دينية مؤيدة له، كما توقف برنامج الإعلامي الساخر باسم يوسف عدة مرات قبل أن يعلن أن البرنامج الذي حقق جماهيرية كبيرة سيتوقف لظروف خارجة عن إرادته، وتحدث مراقبون عن انخفاض السقف الإعلامي في ظل توجهات اصحاب القنوات المؤيدة للسلطة الحالية، وتفاهمات بين سلطات الأمن والقائمون على الشأن الإعلامي. وقالت ريم ماجد في المؤتمر ذاته إن اللوم يقع على الإعلاميين الذين ارتضوا بخفض السقف الإعلامي أكثر من السلطة التي تقوم بهذا الدور دائما. وأكدت دويتشه فيله على عزمها بث الحلقة الثالثة في موعدها يوم السبت، ويعد برنامج "جمع مؤنث سالم" عودة للإعلامية المصرية ريم ماجد بعد فترة توقف. وأكدت ماجد بمناسبة بدء بث البرنامج مطلع الشهر الجاري على أهمية طرح ومناقشة القضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وخصوصا من قبل نساء مؤثرة وفاعلة في المجتمع المصري. وألقت الحلقة الأولى من البرنامج الضوء على التراث المصري باستضافة خبيرة الفولكلور شهيرة محرز أما الحلقة الثانية فاستضافت فيها ماجد المصورة المصرية إيمان هلال التي تحدثت عن ولعها بالتصوير وأهم الأحداث التي قامت بتصويرها وعلى رأسها ثورة يناير.
الموضوع ببساطة يمكن معرفة أصله بأن تفصح ريم عمن أبلغها بإيقاف البرنامج، ويفصح هو عمن طلب منه إيقاف البرنامج، وكيف تأكد أنه تابع لجهة سيادية، وماذا كان سيحصل لو لم يوقف البرنامج؟ نفس الأمر ينطبق على باسم يوسف. لماذا تخاف هذه الجهة من إعلان أوامرها؟ ولماذا يخاف الإعلاميون من كشف اسمها؟ التفسير السهل هو أن هناك شخصا في القناة أخطأ ذات يوم خطأ كبيرا أو صغيرا، ويهدده شخص يعرف ذلك الخطأ بفضحه لو لم يرضخ لأوامره.