2015-10-10 

عهد الوفاء

بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز

حطت الطائرة بي على أرض الرياض لأول مرة بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز “رحمه الله” ، وبالأحرى بعد أداء واجب العزاء والدعاء والترحم وصلة الرحم. أقلعت الطائرة، وأنا أنظر إلى السماء وأرى السماء نجومها لم تتغير، فهي كما هي، أراقب الناس فأراهم لم يزيدوا ولم ينقصوا، أرى وأتحسس الأجواء، وهنا أحسست بالفارق الشاسع ما بين قبل وبعد. الأجواء مطمئنة والناس على وجوههم ملامح الراحة النفسية والترقب، ولكن باطمئنان، وتنظيم لم يكن منذ أسبوعين. مررت “بميزة” كما عادتي في كل سفره، فأحسست أنني في شركة أخرى ،هل هو سرابٌ أم بداية عهد التنظيم والنظام و الترتيب والتعقيم. هل هو إحساس إنسانةٍ تريد التغيير، وباتت حساسةٌ ل درجة أنها أصبحت تسمع دبيب النمل، وتنظر إلى الفضاء فترى الهواء، وتفرق ما بين الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون بكل وضوح وشفافية و رادار عالي التقنية. كل هذا وأنا لا زلت في الطائرة أراقب وأحلل وأبحث عن سبب الهدوء النسبي ومعالم الوجوه ونظرات العيون، ومراقبة شاشات الآيفون، وكل أجهزة ووسائل الاتصال الاجتماعي: تقول بصوت واحد ” آن أوان التهذيب والأخلاقيات، والإشارات الحمراء التي طالما طالبت بها من موقعي على تويتر”. منذ أشهر كنت أصارع الأمواج ما بين مؤيدٍ ومدافعٍ ومهاجمٍ، والآن الحمد الله عُممّتْ الأوامر بواسطة أمير الأمن بأن نسوي صفوفنا ونضع في عُقولناً خطوطاً بألوان السلامة والأمان، وهي الأخضر والأصفر والأحمر الفضائية، بحيث تكون منفذة في السماء والفضاء، كما نتمنى على أرض الواقع ، خطوط استوائية لتنظيم جغرافية الكرة الأرضية من غير عناء ولا انتهازية، أوامر واضحة جلية، فقد تم إغلاق حساب مشهور في توتير كعلامة فارقة لمن سيتجاوز الحدود، وغيرها من القنوات التي تريد أن تعيد الغوغائية و العشوائية للساحة الأعلامية ، ولكن بحزم وإصرار رجل الأمن الواعي تمت الأمور بانسيابية و بطريقة ودية أخوية من غير تشويش ولا ضجة إعلامية. عهد الملك سلمان حفظه الله هو حسب ما أراه عهد الوفاء بكل ما رسمه ملوك المملكة من قبله ولم يُقدرْ الله أن يعمروا ويستمروا لرؤية مشاريعهم مُكتملة، وذلك برؤية سلاسة الأنتقال من الآباء إلى الأبناء، وقوانين تنظم وتفعل كل ما رسمه الآخرون . فجاء شيخ الفكر والثقافة ورشيد أمتناً الملك سلمان خادم الحرمين ليحدد معالم الحكم بوضوح, ويسير بنا إلى مستقبل بخطوات واثقةٍ، شامخةٍ، من غير خوف من المستقبل، وما يثيره الأعداء والأقرباء من شائعات أُحبطت في ساعةٍ وهي ليلة جمعة، عند صدور الأوامر الملكية بكل ثقة وترتيب ونظام، وهذه هي مدرسة عبد العزيز التي ربَّت قادةٌ وطلابٌ، ومنسقين ومستجدين، ولكن في الأخير جامعة جمعت من كل بستان وحديقة زهورٍ نادرةٍ، منها البرية ومنها المثمرة، ومنها الجميلة الأنيقة، ومنها ذات الرائحة التي لا تُنْسى مع مرور الزمان، تُعبُق كتب التاريخ بعطر لا يزول مهما تعاقب الزمان، بل تشتد الرائحة طيباً وعبقاً مع مرور السنين. سيرة العظماء لن تمحى و البذور مستحيل أن تصبح قشوراً. لذا قصور الرمال وملوكها، معدنها ليس بالطعوس، بل في باطن الأرض، وجذورها ممتدة في صحاريها مثل الرمال المتحركة، قاسيةٌ و رحيمةٌ. عهدُ وفاءٍ، هذا ما نتطلع إليه، ونتمناه، ونراه في الأفق مثل الفجر تباشيره تأتي مع صوت الأذان. فمع وجود الظلمة، نعرف أن الفجرَ قادمٌ بعدها من غير سؤال ولا تفكير، بل بيقين وإيمان وثقة، أن عهد الملك سلمان “خادم الحرمين الشريفين” سيكون عهد الحكماء والوفاء لملوك أبناء الأسود وصقور الجزيرة العربية، أبناء الموحد الذي جاء برسالة، ورحل ببصمة تاريخية لم يسبقه أحد لها في كل المنطقة الجغرافية. فأوجد دولة قوية ذات ملامح عالمية، وأهم ما ترك رجالاً ونساءً يحملون رسالته لتكتمل الملحمة وتكون قصة تاريخية معاصرة ، هي الآن محور كل الحضارات ومركزها وقلبها وجوهر الفكر الإسلامي مهما اختلفت الأجندات ، فالمملكة تضم بين ثناياها قبلة المسلمين وقبر رسولها، وهذا أثمنْ من الذهب الأسود وخيرات الجزيرة العربية. حقبةٌ نتطلع لها بكل احترام وثقة, ونسأل الله تعالى أن يكون عهد الوفاء والإثراء، والرخاء، والعدل. نبدأ العهد الجديد بقلب من حديد وثقة تعانق السحاب بقائدها، ومن اختارهم، فنسأل الله تعالى لهمْ السداد في الحكم والرؤية والحلم في نشر العدل و الأمن و الأمان . “فهذه ثقافة لا تبور” *خاص للرياض بوست

التعليقات
زيد عبدالمحسن
2015-02-20

مامن مواطن عاقل وصادق الا ويعرف امرا مهما وهو ان ( ااسرة آل سعود ) اسرة تربي ابنائها تربية - الحكام - وهذا واضح جدا تاثيرة في ابناء الاسرة حتى الطفل منهم عندما يقول كلمة اي كلمة تبدو في سياقها كلمه عادية او ليس لها معنى! ينطلي هذا الامر على السذج من العامه ولايلقي لها اي بال! لكن اقولها بكل الامانه لو فكر قليلا هذا المستمع بكلمة الامير الطفل الصغير .. لوجدها كلمة بعيددددددددة المدى وذات مغزى .. ما اقصدة انه وبالاظافه الى ماوهبه الخالق عز وجل لهذه الاسرة من حنكة وحكمة ودهاء... ( فتربية هذه الاسرة لابنائها فعلا تربية حكام ) فكلام ابنائها ليس مجرد كلام .. بل ذا معاني واهداف ليست بالمدى المنظور ! بل مداها بعيددددد للمستقبل .. لكن للاسف لايلاحظها كثيرا من السذج!! فالملك سلمان اطال الله في عمرة ونفع به يعتبر المثال الحي ( والنموذج ) الحقيقي لتربية هذه الاسرة الكريمة لابنائها .. بل الملك سلمان بالذات ولد وعاش وتربى في كنف الموحد الملك غبدالعزيز رحمه الله فنشبع بالمبادئ والقيم والسلوك القيادي من المنهل الاساسي لهذه الاسرة.. الامر الاخر في الملك سلمان انه ( اداري قائد ) منذ عشرات السنين كونة اميرا( ومديرا ) للعاصمة ادار معركة بنائها وتطويرها منذ بيوت اللبن الى الابراج الشاهقة فكان قائدا لهذه الملحمة بحلوها ومرها بارادة لاتلين وبتصميم القادة الذين يخططون ويحاربون من اجل رؤية استراتيجيتهم الذي كلفته الجهد والسهر والهم تتحقق على ارض الواقع ... فسبحان الله يشعر الانسان بالفعل من خلال احداث تحصل لهذه البلاد الطيبة ان الله يريد لهذه البلاد واهلها وحكامها الخير الكثير فلو تاملنا الوضع الحالي لهذه البلاد من جميع النواحي فالحاكم المناسب لها هو ابوفهد ... بلاقصد وبلاترتيب او حتى تفكير من ايا كان .. !! لكنها الاراده الالهيه لهذه البلاد واهلها بان الله عز وجل يهيأ لها رجالا عرفوا بحسن الادارة والتصرف وقوة الشخصية!! فلله الحمد حمد الشاكرين على ماهيا لنا سبحانه رجالا يخافون الله فينا داعين متضرعين الى الباري عز وجل مخلصين ان يديم علينا نعمة الامن والامان والعيش الرغيد وان يوفق ولاة امورنا ويسددهم في حسن الاختيار للبطانه الصالحه فعلا ( البطانه ) ان وفق المسئوول في حسن الاختيار فقد ارضى ربه ومحكوميه ولانزكي على الله احدا!! ( اخر الكلام : اتمنى ياسمو الاميرة بسمة ان توصلي للمسئولين من خلال كتاباتك او نشاطك الاعلامي المتعدد ان توصلي وتحاولي شرح معلومه جدا مهمه لكثير من الناس الا وهو ( معنى وحدود الحرية ) سواء في النقد او المطالبة بحق ما او اصلاح خلل ما بان الحرية نعمه تحتاج لصونها ولاتعني ابدا ( الفحش ) في الكلام او الاخلاق اوالصوت او المطالبات او الاراء بكافة اشكالها !!! فمن عادة الكثير هو الفحش ( في الخصومات او الاختلافات ) مع خالص شكري وتقديري ومودتي لشخصك الكريم على اسلوووبك الراقي في الاتيكيت الانساني الذي تحملينه في داخلك .

اخلاص سعود
2015-02-13

الحمد لله على نعمة الامن و بارك الله في المملكة الطيبة وأبعد عنها شر الفرقة والاعداء.اقول بغير مجاملة "والله لو كان في العراق حكما ملكيا لم آلت الاوضاع الى ما نحن عليه".فالحكم الملكي تقل فيه الاخطاء ,وان حدثت يتم تسويتها ومعالجتها في وقت قصير.فالامراء يتربون على الحلم والسياسة منذ الصغر ,والشعب يتربى على الحب والاحترام والطاعة للعائلة المالكة .

أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه