قال خبير سياسي أن الحكم بالإعدام على الرئيس الأسبق الدكتور محمد مرسي وعدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين يوجه رسالة خطيرة إلى الإسلاميين، مفادها انظروا ما الذي يحدث عندما تشاركون في العملية الديمقراطية. وأضاف الخبير السياسي كريم الجوهري أنه على الأرجح أنَّ جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية سيفرحون وينتظرون بأذرع مفتوحة هؤلاء الشباب الذين خابت آمالهم. من أعضاء الجماعة التي حظرت واعتبرت منظمة إرهابية بحكم قضائي. وأكد الجوهري في تقرير له على موقع قنطرة الألماني المعني بالحوار مع العالم العربي والإسلامي بعنوان "محاكم مصر في عهد السيسي تحكم حتى على الأموات بالإعدام" على أن قادة الغرب يقترفون الخطأ نفسه مثلما كانت الحال في العقود الأخيرة قبل الثورات العربية، ويعتمدون من جديد على الأنظمة القمعية لضمان الاستقرار. وهنا يقع الغرب مرارًا وتكرارًا في الفخ نفسه الذي نصبه الحكام العرب المستبدون، الذين يقولون للغرب: "إذا كنتم لا تريدون تنظيم الدولة الإسلامية، فيجب عليكم أن تقتنعوا بنا". معتبرا أن الأنظمة العربية القمعية والإسلامويين المتشدِّدين يعتبرون في الواقع وجهان لعملة واحدة. فهم يعتمدون بعضهم على بعض اعتمادًا متبادلاً، كما أنَّ كلَّ طرف منهما يبرِّر وجوده بوجود الطرف الآخر. إنَّ الحكام العرب المستبدين ليسوا حصنًا يواجه الإسلاميين المتطرِّفين والمتشدِّدين، بل هم سبب ظهورهم وتحقيقهم مثل هذا القدر من النجاح. وكان قد تم إدانة الرئيس محمد مرسي والحكم أيضًا بالإعدام شنقًا على مائة وستة أشخاص قياديين آخرين من جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك على أعضاء من حركة حماس الفلسطينية ومن حزب الله اللبناني. وتمت إحالة ملفات الإخوان المسلمين المحكوم عليهم بالإعدام إلى مفتي البلاد من أجل الإداء برأيه فيها. وبعد ذلك في الثاني من شهر يونيو القادم 2015 سوف تـُصدر المحكمة حكمها النهائي. ولكن بهذا لن تكون ملحمة محاكمة الرئيس محمد مرسي قد انتهت منذ فترة طويلة في محكمة جنايات القاهرة، بل سيبقى حينها بوسع مرسي والأشخاص الآخرين المدانين الاعتراض على هذا الحكم في محكمة النقض.