يتحاور قادة حوثيون مع وفد أمريكي في مسقط وفق ماأعلنته الحكومة اليمنية الشرعية بقيادة رئيسها عبد ربه منصور هادي حول إمكانات تسوية النزاع المسلح في اليمن. ويرى محللون أن مايجري في عمان من مفاوضات له علاقة بما كشفته صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية عن قيام الحوثيين باحتجاز مواطنين أمريكيين في صنعاء، وفق دويتش فيله وهو ماأكدته الخارجية الأمريكية حيث تحدثت عن احتجاز مواطنين أمريكيين في اليمن، لكنها تجاهلت ما نقلته مصادر حكومية يمنية عن مفاوضات تجريها واشنطن في سلطنة عمان مع الحوثيين وبدفع من وساطة عمانية، فإن هذه المحادثات هي الأولى التي يجريها الأميركيون مع الحوثيين منذ بدأ تحالف بقيادة السعودية في 26 مارس توجيه ضربات جوية في اليمن دعما للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي انتقل إلى السعودية. وقال المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي لفرانس برس في الرياض اليوم الأحد (31 مايو 2015) إن "المحادثات بين الحوثيين والوفد الأميركي جاءت بناء على طلب الجانب الأمريكي". وأضاف أن وفد الحوثيين الذي يترأسه صالح الصمد، رئيس المكتب السياسي للحوثيين وصل قبل أيام إلى مسقط في "طائرة قدمها الأمريكيون.". وردا على سؤال عن مضمون المحادثات، أعرب بادي عن أمله في أن "تندرج في إطار الجهود الدولية لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2216"، الذي ينص خصوصا على انسحاب الحوثيين من صنعاء ومدن أخرى سيطروا عليها منذ العام الفائت. وكرر بادي أن "أي لقاء في جنيف أو سواها يجب أن يركز على وضع آلية لتطبيق القرار 2216". ومن المعروف أن الأمم المتحدة أرجأت مفاوضات سلام كان مقررا أن تبدأ في 28 مايو 2015 في جنيف لأن الحكومة اليمنية اشترطت للمشاركة فيها انسحابا مسبقا للحوثيين من المناطق التي احتلوها. ويتزامن الحديث عن محادثات عُمان بين واشنطن والمتمردين الحوثيين مع محادثات يجريها موفد الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في صنعاء والرياض مع أطراف النزاع. المتحدث باسم الحكومة اليمنية أوضح أن الرئيس هادي وأعضاء حكومته سيتشاورون مجددا مع ولد الشيخ أحمد، الذي ينتظر وصوله إلى الرياض بعد لقاءات عقدها في صنعاء في اليومين الأخيرين. والتقى الشيخ أحمد في صنعاء بمسؤولين في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي لا يزال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح المتحالف مع الحوثيين يتزعمه. وكرر الدبلوماسي الموريتاني لدى مغادرته صنعاء ، كما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية التي باتت في يد الحوثيين، أن "تسوية الأزمة اليمنية تمر بعودة جميع المكونات والقوى السياسية إلى طاولة المفاوضات". بيد أن المبعوث الأممي لم يوضح أية طاولة مفاوضات يقصد؟ هل هي المفاوضات التي تحدث عنها الأمين العام للأمم المتحدة في جنيف وتم تأجيلها؟ أم هي المفاوضات التي تجرى في عُمان؟ ساسة يمنيون اجتمعوا مع ولد الشيخ أحمد في صنعاء يوم أمس السبت قالوا إنه أبلغهم بأن "محادثات غير مباشرة" تجري في مسقط بين وفد الحوثيين ومسؤولين أمريكيين بوساطة عمانية. يشار إلى أن المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام كان قد أعلن في 23 مايو 2015 أنه غادر بصحبة وفد رسمي من الجماعة إلى عمان لبحث الصراع مع الحكومة العمانية التي تلعب دور الوسيط في صراعات بالمنطقة. وعلى الرغم من أن عمان عضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي يضم ست دول، منها السعودية، فإنها لم تشارك في الضربات الجوية التي تقودها المملكة.