2015-10-10 

سر استقالة بلاتر المفاجئة

من القاهرة، حسين وهبه

مفاجأة من العيار الثقيل فجرها السويسري جوزيف بلاتر (79 عاما) مساء أمس الثلاثاء بإعلان استقالته من رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بعد أربعة أيام فقط من إعادة انتخابه لولاية خامسة. وآثارت الاستقالة المفاجئة لبلاير كثير من التساؤلات بشأنّ الأسباب الحقيقية التي دفعته للاستقالة سريعًا من منصف الذي تمسك بيه على مدى 40 عامًا، وهل جاءت بناء على قناعة منه أم أنه أجبر عليها؟ ورغم إصابة معظم المتابعين بالدهشة من تلك الاستقالة، إلا أنها لم تكن مفاجأة للبعض، حيث توقع رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم غريغ دايك، السبت الماضي، بعد يوم واحد فقط من إعادة انتخاب بلاير، أن لن يكمل ولايته الجديدة وسيجبر على الاستقالة من رئاسة (الفيفا)، وبعد استقالة بلاتر من منصبه اعتبر دايك أنها "أمر عظيم لكرة القدم"، وقال إنه "فقد الثقة ببلاتر منذ العام الماضي" وبحسب دويتشه فليه أكد الصحفي الألماني فلوريان ماير، الذي يقوم بإجراء بحوث حول الفيفا منذ سنوات، أنّ بلاتر صمم على عقد الجمعية العمومية للفيفا "كونغرس" ليظهر للعالم أنه من يحدد مسار الأمور في الاتحاد الدولي وأنه يحظى بتأييد الجانب الأكبر من الاتحادات الوطنية لكرة القدم، ثم يقرر بنفسه متى يستقيل. وأضاف ماير أنّ بلاتر نجح بالفعل إلا أنّ المفاجئة تمكن في أن قرار الاستقالة لم يستغرق شهورا وأسابيع وإنما أربعة أيام فقط. واستبعد الصحفي الألماني أنّ معرفة بلاتر يوم الجمعة أنه سيستقيل من منصبه وأراد أن يودع 40 عاما في الفيفا باحتفال كبير يتمثل في إعادة انتخابه مرجحًا أنّ تفكيره في الاستقالة جاء بعد الجمعة حيث نجح في إعطاء درس كبير لعالم الإعلام في الكرة الأرضية ثم يعلن بعد ذلك بأيام قليلة استقالته. وكشف ماير أنّ السبب الرئيس لاستقالة بلاتر يعود إلى الغليان الذي حدث بسبب الكشف عن تحويل لجنة مونديال 2010 بجنوب إفريقيا لعشرة ملايين دولار إلى حساب الاتحاد الدولي لكرة القدم، صبت في حساب الترينيدادي جاك وارنر المسؤول السابق بالفيفا، المعروف بفساده الشديد. كشف الصحفي الألماني أن الفرنسي جيروم فالك الأمين العام للفيفا والرجل الثاني فيه ومن أقرب المقربين من بلاتر منذ سنوات عديدة، هو من تكفل بتحويل العشرة ملايين دولار لحساب جاك وارنر، لكن الفيفا نفى في بيان تورط فالك في هذه العملية،مؤكدًا ن عملية التحويل تمت بإشراف رئيس اللجنة المالية بالفيفا آنذاك. ويشير ماير إلى أن هناك وثيقة ظهرت لدى الاتحاد الجنوب إفريقي لكرة القدم موجهه لفالك. ونقلت دويتشه فليه عن صحيفة "صنداي انديبندنت" تأكيدها أنّ الـ 10 ملايين دولار المذكورة، والتي خصصت لصناديق دعم اتحاد الكونكاكاف، اقتطعت من مبلغ 100 مليون دولار دفعها الفيفا إلى جنوب إفريقيا لتنظيم مونديال 2010. واعترف داني جوردان الذي كان رئيسا للجنة المنظمة لمونديال 2010، بأن المبلغ تم دفعه عام 2008 وذلك بعد 4 أعوام على اختيار بلده لاستضافة المونديال. وأضاف قائلا: "لم أدفع أو أتسلم أبدا أي رشوة من أي شخص في حياتي". ويؤكد فلوريان ماير أن بلاتر كان على علم بكل ما يدور حوله أو على الأقل فإنه يعرف بالتأكيد الكثير والكثير ، ويعرف أكثر مما يعرفه الرأي العام أو ما يعترف به هو ومن حوله. وأوضح الصحفي الألماني أنّ بلاتر عموما ربما تكون لديه مخاوف من التحقيقات التي تديرها السلطات الأميركية والسويسرية؛ لكنه شخصا في منتهى الذكاء ومرتبًا بشكل دقيق ويعرف كل ما يمكن مما يدور حول الفيفا وأنه ربما لن يستطيع أحد أن يثبت أنه تلقى أموالا أو حصل على رشاوى.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه