لماذا؟... شهادة ميدانية عن النشاط الأمني السعودي

عندما قررت مرافقة الحملات الأمنية المشتركة لعرض ما تجود به في برنامجي الأسبوعي (لماذا) والذي يعرض على شاشة قناة السعودية كل جمعة مناقشا أبرز القضايا الإجتماعية ليس الحديث عن البرنامج ولكن عن الحملة ولكن الشي بالشيء يذكر بدئنا بالخروج من مقر الحملة من الشميسي بقوة أمنية ضاربة وليست بالقليلة يرافقنا رجال أمن أصفهم بصفوة الصفوة لأنهم يحملون مهارات لا تجدها عند غيرهم ورغبة تسابق خطواتهم لتعقب كل ما يهدد أمن البلاد وخاصة من يقيم بطريقة غير نظامية الحملة بدأت عملها بمسح شامل لأسواق أقيمت في مواقع غير مرخصة يبيعون فيها كل فاكهة وخضار لا صلاحية لها! بمجرد وصول الفرق الأمنية والأمانة أنتشر الباعة هربا في كل اتجاه قبض على بعضهم وبعض آخر هرب استمرت الحملة بالدخول على محال ومطاعم عشوائية الأغلب منها تم الإنتهاء من التفتيش وقد زينت واجهة محالهم بعبارة مغلق ! بعد ذلك بدء دخول فرق وزارة التجارة ووزارة العمل لسوق الزل وهو إسم شهير لأحد أهم الأسواق الشعبية في ديرة الرياض باعة يبيعون الفحم علنا والمعسل ومشتقاته سرا وأخرون يضعون عبارة تخفيض ولا تصاريح أو تخفيض سوى عبارات يراد بها بيع الوهم لكل متسوق! إنطلقنا بعد ذلك إلى منفوحة وما أدراك ما منفوحة الحملة كانت منظمة ومحكمة الوقوف بشكل جماعي في الشارع وتفتيش فوري لكل المارة بعضهم يستجيب وبعض آخر يطلق ساقيه للريح ولكن أين المفر المكان محكم الإغلاق ولم يستطع أحدهم الهرب بعد ذلك بدء تمشيط المنازل وعمليات القبض على أعلى سياق الباصات في موقع خصصت للتجمع تتسلم المخالفين وتنطلق النساء لمكان مخصص والرجال لمكان مخصص أيضا فيه تنطلق إجراءات تخص الجوازات. بمجرد مرافقتك لهذه الحملات تعرف أن السعودية عازمة على التخلص من كل مخالف لا يحمل الصفة الرسمية لبقائه وهنا أقول شكرا لرجال الأمن بعضهم تعرض لطعنات وبعض آخر سقط من علو وبعض تعرض لإجهاد ومع ذلك يواصلون الركض من أجل بلادهم وأهلها.. وسأختم مقالي الأول في الرياض بوست برسالة موجهة للهلال الأحمر .. ليس من المعقول أن يكون هنالك مجهود كبير مثل هذا دون مرافقة الهلال الأحمر خاصة إذا علمنا أن ذات مرة أصيب رجل أمن في إحدى الحملات ورفض الهلال الأحمر نقله على المستشفى بحجة أنهم لا ينقلون رجال الأمن ... لماذا؟ ناصر حبتر كاتب وإعلامي سعودي