حصلت رسالة دكتوراه في مجال الدراسات الاعلامية وبحوث الرأي العام أعدتها الباحثة جدان فهد جاسم لنيل درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة كلية الاعلام بعنوان ( دور الخطاب الديني في وسائل الاتصال في تشكيل اتجاهات الجمهور البحريني نحو القضايا السياسية ) بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الاولى.
وخلصت الدراسة إلى ان تناول القنوات الفضائية الدينية الاسلامية لكثير من الازمات تضمن العديد من جوانب الخلل والقصور في التعامل الاعلامي مع الاحداث والقضايا السياسية الراهنة . وقد كانت اكبر عائق امام استفادة المشاهد البحريني من التناول الاعلامي لهذه القضايا في مجموعة من القنوات الفضائية التي تعتمد الخطاب الديني التحريضي اسلوبا لعملها ولتأثيرها في جمهورها ، وهو ما يعيق المشاهد عن تكوين رأي موضوعي وسلوك متعقل حول اسباب المشكلة والاطراف المشتركة فيها ،والمشاركة بإيجابية في التفكير واقتراح الحلول للتعامل معها .
من جانبها أكدت الباحثة وجدان فهد أنه يجب التركيز على في مضامين الخطاب الديني كما ينبغي ان تكون هي "النسبية" في القول والانتباه الى اهمية عدم التعميم ، بمعنى ان الفتوى هي ليست رأي الدين ، انما رأي في الدين ، أي انها خاضعة للزمان و المكان والظرف الموضوعي، و ليس لأحد الرأي النهائي والصحيح في أية مسألة لها علاقة بتفسير الدين .
ولتجديد الخطاب الديني في وسائل الاتصال شددت الباحثة في اطروحتها على ضرورة الابتعاد بالمشاهد عن الطائفية و التحشيد من خلال البعد عن الغلو والتطرف ذلك ان الجمهور اليوم في جميع مشاهداتهم للعمل المتقن والمعلومة الصحيحة والفكر المعتدل ،وابراز العنصر الوطني في البرامج الدينية إعداداً وتقديما للمضامين التي تعكس ثقافة اهل البحرين الاصيلة من حيث السماحة و التوازن والاعتدال.
وإلى ذلك أكدت الباحثة ان الهدف من هذه هو التعرف على مستوى اهتمام الخطاب الديني في وسائل الاتصال بمعالجة القضايا السياسية البحرينية و رصد الاتجاه السائد الذي يتبناه ويروج له الخطاب الديني في وسائل الاتصال نحو تلك القضايا ، ودوافع الاتجاهات التي يطرحها الخطاب الديني في وسائل الاتصال ، الى جانب دوافع وتأثيرات اعتماد الجمهور البحريني على المضامين التلفزيونية التي تعرض بالقنوات الفضائية و محتوى المواقع الالكترونية.
وأكدت وجدان فهد ان نتائج الدراسة اثبتت ان الخطاب الديني الحالي في وسائل الاتصال قد جعل الجمهور يفقد القدرة على ادراك واقع النزاعات المسلحة في المنطقة العربية ، حيث لا يزال يتم تفسير الصراع المسلح الجاري في اكثر من دولة عربية و مسلمة بأحداث جرت قبل 14 قرنا ، ومنح المبررات التاريخية والدينية لاستمراره ،وترسيخ ايدلوجية استبعاد التقارب والعيش المشترك بين مختلف الطوائف الدينية والعرقية والثقافية في المنطقة العربية ، بل ان الخطاب الحالي توغل في منح الشرعية الدينية للحركات الارهابية التي اصبحت تهدد السلم و الامن في العالم والتزكية الضمنية للقوى الاقتصادية و السياسية الاجنبية المتسترة التي تدعمه وفق الباحثة .
إلى ذلك حذرت وجدان فهد من استمرار الخطاب الديني الطائفي في مغالاته وتطرفه وهو ما يهدد وفق تعبيرها اهم مكتسب في المنطقة العربية والمتمثل في تغليب ابناء المنطقة العربية لانتمائهم الوطني على انتمائهم للطائفة الدينية.
هذا وإستندت الباحثة البحرينية في دراستها الميدانية على عينة قوامها 400 مفردة شملت مختلف المحافظات البحرينية وعلى تحليل المضامين الاعلامية لعدد من الفضائيات والصحف والمواقع الالكترونية البحرينية.
يذكر ان الباحثة البحرينية اصدرت عدة كتب و مؤلفات في مجال الدراسات الاعلامية وقد نالت تكريم منظمة المرأة البحرينية كأول خليجية عن بحثها في مجال الاعلام والمرأة ، كما تنشط في المساهمة الصحفية في العديد من الصحف المحلية والخليجية وتقديم المحاضرات والورش الاعلامية في سياق اهتمامها بنشر الثقافة والتوعية بالشؤون الاعلامية .