شهدت السعودية في الآونة الأخيرة 3 هجمات مدبرة من جانب مؤيدي تنظيم "الدولة الإسلامية" استهدفت الأقلية الشيعية شوق المملكة، تسأولات مخيفة عن ماذا سيحدث في المملكة العربية السعودية أقوى الدول السنية بالمنطقة؟ هذه الإجابة نقلتها بي بي سي في تحقيق لمراسل الشؤون الأمنية فرانك غاردنر. ويقول غاردنر إن الهجوم الأول، الذي وقع في 14 نوفمبر الماضي، استخدمت فيه الأسلحة النارية، ولكن الهجومين التاليين الذين وقع اولهما في مايو 2015 كانا هجومين انتحاريين استهدفا المصلين الذين كانوا يؤدون صلاة الجمعة. ويضيف : "إن المادة المتفجرة التي استخدمت في الهجومين الأخيرين كانت مادة RDX، وهي مادة متفجرة عسكرية قوية. وقد تبنى الهجومين ما يسمى بولاية نجد التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية." فما الذي يريد تنظيم "الدولة الإسلامية" تحقيقه؟ وهل ينجح في ذلك؟ يقول نواف عبيد، الباحث في جامعة هارفارد الأمريكية "إن تنظيم الدولة الإسلامية يحاول اضعاف الدولة السعودية عن طريق ارتداء عباءة التيار السني السلفي المحافظ، ولكنه سيفشل كما فشل تنظيم القاعدة قبل عقد من الزمن." كان رد القيادة السعودية على الأحداث الأخيرة، والى الآن، يتسم بالسرعة والحساسية. فالملك سلمان، الذي تولى العرش في يناير الماضي، قال إن الهجمات "أحزنته كثيرا"، واوعز للتلفزيون السعودي الرسمي بنقل وقائع تشييع جنائز القتلى التي حضرها كثيرون بشكل كامل. وفي الثالث من يونيو، أشار الملك سلمان إلى المتطوعين الشيعة الذين قضوا عند محاولتهم منع انتحاري ثان من دخول مسجد الدمام على أنهم "شهداء" و"أبطال"، وهي خطوة تحمل معنى كبير خصوصا بالنسبة لملك بلد لم يسبق للشيعة أن تبوءوا فيه مناصب مهمة، بلد تعتمد سلطة الأسرة المالكة فيه على دعم الطبقة الدينية السنية المحافظة. وحسب غاردنر فقد استغل تنظيم "الدولة الإسلامية" هذا الوضع الدبلوماسي الحرج استغلالا كبيرا. فليس هناك من شيء يرغب التنظيم في تحقيقه أكثر من إذكاء حرب طائفية حقيقية بين السنة والشيعة في السعودية موطن الحرمين في مكة والمدينة. فالتنظيم يحرص على تصوير نفسه للسنة على أنه يمثل القوة الوحيدة في المنطقة القادرة على التصدي لتمدد حلفاء ايران من الشيعة. وكجزء من هذا الطرح، يريد التنظيم أن يجتذب أكبر عدد ممكن من السنة العاديين للانضمام إليه لمحاربة ما يعتبره مذهبا كافرا مواليا لايران. يقول أيمن دين، وهو خبير في الحركات الجهادية، "إن العلاقة بين السنة والشيعة في السعودية تعرض لضغوط كبيرة بسبب الأحداث الجارية في سوريا والعراق علاوة على الحملة التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن، ولذا سيحاول تنظيم الدولة الاسلامية استفزاز الأقلية الشيعية للرد على الهجمات التي تستهدف افرادها او على الأقل القيام باحتجاجات عنيفة في الشارع." يقول أيمن دين إنه يتوقع أن ينفذ تنظيم "الدولة الإسلامية" هجمات أخرى داخل السعودية لاستفزاز أفراد الحركة الاحتجاجية الشيعية. ولكنه يشير أيضا إلى أن الحملة الجوية التي تقودها السعودية في اليمن ضد المسلحين الشيعة الذين ينظر اليهم سعوديون كثيرون على أنهم وكلاء لايران تتمتع بقدر كبير من التأييد من جانب أغلبية السعوديين بحيث أثرت تأثيرا كبيرا على قدرة تنظيم "الدولة الاسلامية" على اجتذاب مجندين جدد لصفوفه. ولكن ماذا لو أصر التنظيم على المضي قدما في هجماته؟ يعتقد نواف عبيد أن الحكومة السعودية قادرة على التصدي لهذا الأمر، خصوصا وأن ولي العهد الحالي هو الرجل الذي قاد الحملة الناجحة ضد تنظيم القاعدة لسنوات عدة. ويقول "سيدحر برنامج مكافحة الارهاب السعودي تنظيم الدولة الاسلامية، مما سيعزز شرعية الدولة السعودية."