لكل معركة عنوان، واليأس كان عنوان معركة صالح والحوثيين ضد المملكة، إن أكبر مهام اليائسين هو الانتحار وهو ماحدث، وبقدر ما تطلعنا "عملية اليأس الحوثية" يوم الجمعة الفائت على مدى انحدار الوضع النفسي لقوى الانقلاب، إلا أنها تكشف عن واقع مرير يعيشه اليمن واليمنيون التي لم يكتفِ "صالح" بتخريبها بعد عقود عجاف من حكمها بل لا مانع لديه من تقديم أبنائها قرابين في مهمة محكوم عليها بالفشل مسبقاً، لتفضح وتوضح للمراقبين من أصحاب القرار والفاعلين الدوليين حجم الكارثة المحدقة باليمن، من تهور تقوده مجموعة تعتقد أن الوطن ملك خاص، وأن النماذج في وطننا العربي للأسف كثيرة، وأن نهاياته كانت واضحة لكن لا عاقل اليوم يتعظ أو يَعتبر. لقد كانت مهمة القوات الانقلابية (الحوثيون وصالح) على حدود المملكة موغلة في الفانتازيا ولاتمت إلى الواقع بصلة، ولا نعلم من وضَع خطة لمعركة لتلك المجموعات، فكيف يجدر بقوات دفعت للمعارك دفعاً أن تقاتل حتى وإن ربطت بحبال الخوف، لقد كان التصدي السعودي لتلك المليشيات حازماً وحاسماً ورسالة تتعدى حدنا الجنوبي إلى من يراهن على وكلائه في المنطقة. إن حجم العبث والجهل الحوثي يتكشف بشكل جليّ أمام الامم المتحدة، التي تراهن على محادثات جنيف بين الفرقاء اليمنيين، دون أن تعرف أن تلك القوى وإن كانت قد عزمت على الذهاب إلى الاجتماع، إلا أن أفعالها تكشف عن نواياها وعن رغبة في إطالة الصراع اليمني – اليمني، وأخذه ليغدو صراعاً اقليمياً طويلاً وكل ذلك إنما يتم على حساب المواطن اليمني. مواصلة الاعتداء على حدود المملكة يضع المجتمع الدولي ومجلس الأمن تحديداً أمام مسؤولية تنفيذ القرار (2216)، الذي تنص أحد بنوده صراحة على "منع الإتيان بأي استفزازات أو تهديدات للدول المجاورة". لذا فإن المملكة ستقوم باستخدام القوة المفرطة من أجل منع هذه التهديدات، لاسيما مع التهديد الذي تعرضت له أراضيها بإطلاق صاروخ سكود،الذي تم اعتراضه بنجاح، ما يجعلنا أمام استحقاق يملي علينا تكثيف استهداف ما تبقى من مخازن الاسلحة والصواريخ مهما كلف الأمر. يجدر بالدول المنخرطة في الصراع والقريبة من جميع الأطراف لاسيما الولايات المتحدة أن تعمل على كف عبث (صالح والحوثي) وإلا فإن الرد سيكون أشد وطأة وحزماً.