بضع ساعات قضاها وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في زيارة سريعة لسلطنة عُمان حيث ناقش قضايا إقليمية. وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ولم ترشح أي معلومات أخرى عن هذه المحادثات وفي نهاية مايو الماضي قام جواد ظريف بزيارة قصيرة للسلطنة لبحث النزاع في اليمن، يذكر أن مسقط تقيم علاقات وثيقة جدًا مع كلٍ من السعودية وإيران. وعمان هي الدولة الوحيد في مجلس التعاون الخليجي التي لا تشارك في العمليات العسكرية ضد المتمردين في اليمن بقيادة السعودية، إلا أنها تقيم علاقات وثيقة جدا مع ايران والسعودية واستضافت عُمان في نهاية مايو الماضي مشاورات بين وفد أميركي وممثلين لميليشيات الحوثيين. وتدعو طهران التي تدعم الحوثيين، الى حوار بين الاطراف اليمنيين من دون مشاركة دول آخرى أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنّ مفاوضات ستجري بين اطراف النزاع اليمني اعتبارا من 14 يونيو في جنيف. هذا وترتبط سلطنة عُمان وإيران بعلاقات قديمة تاريخيًا لم تكن دائمًا ودودة، إلا أنها شكّلت أمرًا واقعًا تفرضه الجغرافيا والمصالح المشتركة بين قوتين بحريتين كبيرتين تسيطران على مدخل الخليج العربي. إنَّ تلك العلاقة المتينة التي تربط بين الطرفين العُماني والإيراني لا تعني أن عُمان غير مدركة للتهديد الاستراتيجي الذي يمكن أن تمثله دولة بحجم إيران لأمن المنطقة، إلا أنها تدرك في الوقت ذاته أن التعامل مع هذا التهديد المحتمل لا يكون باستعداء الأخيرة والتعامل معها كخصم أزلي، أو بالتعاطي معها بلا واقعية تفترض سهولة إلغائها وإقصائها من أي تفاهم إقليمي، وبالتالي فقد كان الخيار العُماني مستندًا في التعاطي مع إيران ببراغماتية تفترض أن التعاون وإبقاء الحوار مفتوحًا مع قوة إقليمية كإيران أجدى لأمن الخليج من استعدائها أو مقاطعتها. في الوقت نفسه، ترى عُمان أنَّ التصدي لإيران هو السبب الأكثر حضورًا وإلحاحًا وراء طرح مشروع الاتحاد الخليجي بقوة في قمة دول مجلس التعاون الخليجي الأخيرة التي عقدت في الكويت في ديسمبر 2013، وذلك بعد التوصل لاتفاق بين إيران من جهة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا من جهة أخرى. أي أن المحرك الرئيسي لمشروع الاتحاد الخليجي، خارجي في جوهره، وهو التوجس من إيران، وعُمان لا تشاطر دول الخليج الأخرى هذا التخوف..