اهتم العالم العربي والدولي بنتائج الاتخابات البرلمانية التركية لاسيما بعد 13 عامًا حصد فيها حزب العدالة والنتمية على صوت الأغليبة المطلقة، وجاءت نتائج الانتخابات مخالفة لكافة استطلاعات الرأي والتوقعات، فلأول مرة ينجح الأكراد في دخول البرلمان التركي بنسبة 12%. ويؤكد الخبراء والمحللون السياسيون أنّ اسباب فشل اردوغان تعود إلى سلوكه وزياده نفوذه في الفترة الأخيرة فضلًا عن إصابته بجنون العظمة ، مما دفع الأتراك إلى معاقبته . وكتب سايمون تسدول تحليلًا سياسيًا بشأن نتائج الانتخابات بعنوان "الناخبون يعاقبون سياسات جنون العظمة" أكد أن الانتخابات كانت عقابا لأردوغان الذي رفض الناخبون سلوكه وأن حجمه قد تقلص كما تراجع تأثيره ونفوذه. وبحسب بي بي سي لفت الكاتب إلى أنّ اردوغان اتبع استراتيجية فرق تسد، لدفع حزبه المحافظ إلى الواجهة، مما أدى إلى مزيد من الانقسام في تركيا بل وفي بعض الحالات إلى العنف. وأرجع سايمون تسدول السبب في تراجع في شعبية اردوغان إلى تباطؤ الاقتصاد، والبطالة، والحقوق المدنية، وتعثر عملية السلام الكردية والمخاوف من إعطاء أردوغان المزيد من الصلاحيات في السلطة تحوله إلى ديكتاتور. وأشار إلى أنّ الشائعات أيضًا لغبت دورًأ هاماً في فشل اردوغان لاسيما قبل الانتخابات وفي مقدمتها اعتزام أردوغان القيام بحملة أخرى لقمع الصحفيين والمنتقدين. وركز الكاتب على بعض الأخطاء التي ارتكبها اردوغان وجعلته يقفد ثقة الأتراك وفي مقدمتها عدم حيادته بين الأحزاب كرئيس، وتبيه حملة لدعم حزبه الحاكم العدالة والتنمية، ولهذا تبدو تلك النتائج كهزيمة شخصية لأردوغان. ويقول الكاتب إن أردوغان وجه الإهانات، والتهديدات، والاتهامات إلى المعارضين، والناشطات السياسيات، والإعلام، وغير المسلمين، والأقليات العرقية والثقافية في تركيا. وقبل الانتخابات وصف أردوغان حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، الذي حصل على 25 في المائة من المقاعد، بأنه حزب للكفرة والشواذ. ولم يدن أردوغان أكثر من 70 هجومًا على مرشحي ومسؤولي حزب الشعب الجمهوري. وأدت احدى تلك الهجمات التي وقعت بالقنابل على حشد جماهيري للحزب في منطقة ديار بكر إلى مقتل شخصين وجرح أكثر من مائتي شخص. وشن أردوغان في السابق حملات على الاعلام متهما منتقديه بأنهم جزء من مؤامرة على تركيا وفي السياق ذاته أكد كونستانز ليتش في صحيفة الغارديان أنّ اردوغان مني بأسوأ هزيمة انتخابية في أكثر من عقد من الزمان عندما خسر حزبه "العدالة والتنمية" أغلبيته المطلقة في البرلمان وصار الآن يبحث عن تحالف مع حزب آخر لتكوين الحكومة. وبحسب بي بي سي أوضح الكاتب أنّ نتائج الانتخابات البلمانية اذلت اردوغان وأنهت حكم الحزب المنفرد الذي تواصل لمدة 12 عامًا منذ فوزه في انتخابات عام 2000 وبيّن الكاتب أنّ الأتراك أعلنوا رفضهم لفكرة تغيير الدستور ومنح أردوغان سلطات أوسع في الحكم، لافتًا إلى أنّ اردوغان كان يأمل في أن يحقق حزبه انتصارًا كاسحًا يمكنه من تغيير الدستور حتى يتمكن من الحصول على المزيد من الحقوق السياسية كرئيس للجمهورية. وكشف الكاتب أنّ حزب أردوغان كان يحتاج إلى أغلبية الثلثين أي 367 مقعًدا للقيام بهذا التعديل إلا أن الحزب لم يحقق سوى نحو 259 مقعدًا وهو أقل بكثير مما كان يتوقعه بل ما لا يكفي لمجرد تشكيل حكومة بمفرده.. .