2015-10-10 

الأتراك يعلنون رفضهم لهيمنة اردوغان

دويتشه فليه

تلقى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في الانتخابات التشريعية أول صفعة سياسية كبيرة أسقطت أحلامه بالهيمنة على البلاد بعد 13 عاماً بقي خلالها سلطان تركيا بلا منازع. وكشفت الانتخابات البرلمانية التركية، رفض الناخبين لنظام اردوغان الرئاسي الذي سيمنحه سلطات أكثر في مقابل تقويض النظام البرلماني القائم، فضلًا عن كونها أبرزت وجه جديدًا قد وصفه اردوغان بـ"الكفر". ورغم أن خططه لتقويض النظام البرلماني وإعادة إحياء "رئاسة قوية" على صورة عهد سلفه القديم أحبطت لفترة طويلة، يبقى أردوغان (61 عاماً) بعد الانتخابات وبفارق كبير الزعيم السياسي الأكثر شعبية وهيبة في بلاده منذ مصطفى أتاتورك مؤسس الجمهورية الأسطوري. وبحسب دويتشه فليه بعد فرز جميع الأصوات تقريباً، حصل حزب العدالة والتنمية على 40% فقط، ما يمنحه 258 مقعداً في البرلمان الذي يضم 550 عضواً، بينما فاز "حزب الشعب الجمهوري"، من تيار يسار الوسط، بما يزيد قليلاً عن 25% من الأصوات، فيما حصد "حزب الحركة القومية" اليميني المتشدد على 16.4% من الأصوات وكان حزب العدالة والتنمية يأمل في الاستحواذ على 330 مقعداً والتمكن من عمل استفتاء حول تغيير نظام الحكم، إلا أنه بعد نتيجة الانتخابات يواجه الحزب تحدي تشكيل حكومة جديدة، بعدما أخفق في الحصول على أغلبية مطلقة في الانتخابات البرلمانية للمرة الأولى في تاريخه. وانفرد حزب العدالة والتنمية بحكم تركيا منذ عام2002، وشهد تلك الفترة استقراراً سياسياً نسبيا ونمواً اقتصادياً لاسيما وأن قبل هذا التاريخ مرت تركيا بفترة شهدت حكومات ائتلافية غير مستقرة، ومع ذلك فإن معارضي أردوغان اتهموه بالسلطوية المتزايدة خلال وجوده في السلطة. وأبرزت الانتخابات التركية وجهاً كردياً جديداً على المشهد البرلماني في تركيا، فقد برز صلاح الدين دميرتاش، زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، كقوة لا يستهان بها في السياسة التركية بعدما قاد حزبه في الانتخابات التشريعية الأحد ليتجاوز عتبة الـ10 % ويضمن عشرات المقاعد في البرلمان.. وسيحظى دميرتاش بـ79 مقعداً في البرلمان الجديد بعد فوز حزبه بـ13% من الأصوات، وبفضل هذه النتيجة بات حزبه في موقع يمكنه من عرقلة مشاريع الرئيس رجب طيب أردوغان توسيع صلاحيات رئيس الجمهورية وبعد حملة شهدت توتراً، نجح دميرتاش في اجتذاب ناخبين من غير الأكراد وأثار الإعجاب في رده الجدير برئيس دولة على هجوم بالقنبلة استهدف تجمعاً لحزبه وأسفر عن مقتل شخصين وسقوط مئات الجرحى قبل يومين فقط على اقتراع الأحد.. . وكان دميرتاش السياسي الوحيد القادر على منافسة أردوغان في الخطابات الحماسية، حل ثالثاً في الانتخابات الرئاسية في عام 2014 مع نتيجة قاربت عتبة الـ10 %مما شجع حزبه على المشاركة في الانتخابات التشريعية للمرة الأولى. ويعود إلى دميرتاش (42 عاماً) الفضل في تحويل حزب الشعوب الديمقراطي من حركة مغلقة للمكون الكردي الذي يمثل 20%من سكان البلاد وقريبة من حزب العمال الكردستاني إلى حزب معاصر يهتم بالشؤون الاجتماعية ومنفتح على المرأة وعلى كل الأقليات. وأعلن دميرتاش في كلمة بعد إعلان النتائج أن حزبه لن يشكل تحالفا مع حزب العدالة والتنمية الحاكم، مشدداً على أن الجدل حول النظام الرئاسي قد انتهى. وقال دميرتاش في اسطنبول "نحن الشعب الذي يعاني من القمع في تركيا ويريد العدالة والسلام والحرية قد حققنا انتصاراً كبيراً اليوم". وشّن أردوغان حملة شرسة ضد دميرتاش قبل الانتخابات ووصفه بأنه "فتى جذاب" ومجرد واجهة لحزب العمال الكردستاني المحظور، كما اتهم أردوغان دميرتاش بـ"الكفر" عندما دعا إلى إلغاء دروس الدين في المدارس وبأنه "نجم إعلامي" لأنه يعزف آلة موسيقية. ورد دميرتاش الذي يدعوه مؤيدوه بـ"أوباما التركي" قائلاً "نحن حزب الشعوب الديمقراطي سنجعل الأسد الذي يزأر داخلك مجرد قطة صغيرة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه