2015-10-10 

تمدد داعش السريع يثير الريبة... والأسئلة

من القاهرة، مريم حسين

عام واحد فقط مر على إعلان تنظيم داعش عن تأسيسه، تمكن فيه اخضاع مناطق شاسعة من العراق وسوريا تحت سيطرته، دمر الكثير من الآثار، ورغم ضربات التحالف الدولي المكون من 60 دولة التي تستهدفه استطاع أنّ يفرزتغيرات على خارطة المنطقة، وها هو يواصل تقدمه في حصد المزيد من الأراضي. "داعش" تركيب هجين للأحرف إلا أنه مصدر للأخبار والإرهاب في العالم، وأثار استنفار جيوش المنطقة كلها، فالولايات المتحدة التي استطاعت هزيمة نظام صدام حسين أقوى رئيس عربي في أقل من شهر تعلن صراحة أنّ هزيمة داعش تحتاج 5 أعوام. اختلفت الروايات حول هوية الأب الرسمي للتنظيم الذي ولد متعطشًا للدماء هل هو الاستخبارات الأمريكية أو الإسرائيلية أو الإيرانية أو السورية، وكانت دلائل كل طرف كافية للمحاججة، إلا أنّ الجميع متفق على أن الأم، التي رعته في رحمها هي بؤر التطرف والفساد. حقق التنظيم نجاحات كبيرة في الأشهر الأولى لتأسيسه، فاستطاع السيطرة على كامل الموصل العراقية، وانسحب جيش كامل أمامه ليبدأ سرطانه بالتفشي ويقضم الأرض شبرا بعد آخر ليصل نفوذه الآن إلى بلدان عدة. واستولى على مساحات واسعة من العراق وسوريا، فمن الموصل إلى محافظة الأنبار إلى الرقة ودير الزور السورية وتدمر المدينة الأثرية، التي سقطت على بعد 200 كيلو متر من العاصمة دمشق، كما وصلت أذرعه إلى افهانستان ومصر وليبيا، وجديده إعلان سيطرته الكاملة على سرت الليبية. وبحسب روسيا اليوم يقول مراقبون إن طرابلس ستكون أول عاصمة له ناهيك عن خلاياه في غزة والصومال والسعودية، التي نفذ فيها هجمات انتحارية، ولم تسلم من شره دول تمكن من غزوها أيديولوجيا قبل أن تصل مدرعاته إليها. فالحضارات القديمة، التي تتغنى بها المنطقة العربية وتعد أثمن ثرواتها لم تسلم من معاوله ومطارقه، فدمر الآثار من حضارات الآشوريين والبابليين والسومريين إلى الحضارات الأحدث وآخرها إرث الملكة زنوبيا السورية وسيطر التنظيم على حقول الذهب الأسود الكبيرة في شمال سوريا والعراق وليبيا، لتكون المصدر الأساس لتمويله مع الآثار وسرقات البنوك وفي الذكرى السنوية لميلاده يرفع التنظيم شعار "أكثر عنفا"، كما أنه يقدم الهدايا لمنتسبيه، فيما تبقى عجلته تدور وتدور ليطحن بها دولا ومدنا كاملة.. عجلة التنظيم التي تدور بعكس عقارب الزمن فكلما تقدم للأمام كلما تراجعت الإنسانية عصورا قد يكون وصفها بالظلام قاصرا وبحسب دويتشه فليه يعزو زيدان خوليف، خبير شؤون الشرق الأوسط وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة السوربون بباريس، نجاح تنظيم داعش في التمدد في العراق وسوريا إلى سببين: الأول سياسي ويكمن في انعدام التنسيق السياسي بين الحكومات وتضارب مصالح دول المنطقة، أما الثاني فعسكري ويكمن في انعدام استراتيجية واضحة في التعامل مع التنظيم الإرهابي.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه