2015-10-10 

هذا السبت... سيرتاح طارق عزيز أخيرا

الفرنسية

أعلن مصدر في الخطوط الملكية الاردنية لوكالة فرانس برس ان جثمان وزير خارجية العراق الاسبق طارق عزيز وصل ليل الجمعة من بغداد على متن طائرة تابعة للشركة الى عمان، بعد اسبوع على وفاته. وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه ان "الطائرة +آر جي 811+ اقلعت من بغداد في الساعة 22,00 (19,00 تغ) وعلى متنها جثمان طارق عزيز ووصلت قرابة منتصف ليل الجمعة الى عمان". واضاف انه كان مقررا اصلا ان ينقل الجثمان الخميس على متن احدى طائرات الملكية لكن العملية ارجئت الى الجمعة. وقال "امس (الخميس) كان طاقم الطائرة +آر جي 813+ ينتظر الجثمان لكنه تلقى الامر بالاقلاع (من مطار بغداد) من دون الجثمان"، من دون الادلاء بتفاصيل اضافية. وبحسب وسائل اعلام عربية فان مجموعة مسلحة "خطفت" جثمان عزيز اثناء وجوده في مطار بغداد، لكن تعذر التحقق من صحة هذه الرواية من السلطات العراقية او من عائلة الراحل المقيمة في عمان. ونشرت مواقع الكترونية محلية صورا لاشخاص يحملون صورا لعزيز كتب عليها "ستبقى في قلوبنا" و"سلم على صدام وشهداء الامة" قرب مطار الملكة علياء الدولي جنوب عمان لدى وصول جثمانه. كما رفع هؤلاء العلم العراقي القديم المعتمد ابان فترة حكم الرئيس الراحل صدام حسين. وقال مصدر مقرب من عائلة عزيز لفرانس برس ان الجثمان نقل فور وصوله مطار عمان الى مشرحة مستشفى خاص، على ان يوارى الثرى السبت في مقبرة مادبا (35 كلم جنوب غرب عمان) بعد ان يصلى عليه ظهرا في كنيسة "العذراء الناصرية" للاتين في الصويفية غرب عمان. والسبت الفائت اعلنت السلطات الاردنية والعراقية انه تمت الموافقة على دفن جثمان عزيز في اراضي المملكة "لاسباب انسانية" وبناء على رغبة عائلته. وتوفي عزيز (79 عاما)، الذي امضى اعوامه الاخيرة في السجن، الجمعة الفائت في احد مستشفيات جنوب العراق حيث نقل اثر تدهور حالته الصحية. وعانى الراحل في السابق من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام دقات القلب. وطالبت عائلته مرارا بالافراج عنه نظرا للظروف الصعبة التي كان يعانيها في السجن. كما نقلت عن محاميه في العام 2011، طلبه من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الاسراع في تنفيذ حكم الاعدام الصادر بحقه، بسبب تردي وضعه الصحي. وحكم على عزيز بالاعدام شنقا في تشرين الاول/اكتوبر 2010، لادانته "بالقتل العمد وجرائم ضد الانسانية" في قضية "تصفية الاحزاب الدينية". وعزيز المسيحي الوحيد بين الاركان البارزين للنظام السابق، كان الوجه الدبلوماسي الابرز لصدام حسين لدى الغرب. وعرف الرجل الذي كان يتحدث الانكليزية بطلاقة ويدخن السيجار الكوبي الفاخر، بنظارتيه الكبيرتين ولباسه الانيق. وسلم عزيز نفسه للقوات الاميركية بعد اقل من شهر على اجتياحها البلاد واسقاط النظام السابق. وشغل عزيز مناصب عدة اذ عين وزيرا للاعلام في سبعينات القرن الماضي، ووزيرا للخارجية في 1983، ونائبا لرئيس مجلس الوزراء في 1991. ورغم مناصبه، يعتقد ان عزيز لم يكن صاحب نفوذ في عملية اتخاذ القرار داخل النظام، بل كان موكلا الدفاع عنه امام العالم. ولد طارق عزيز في تلكيف شمال الموصل في شمال العراق في 28 نيسان/ابريل 1936، وهو من عائلة كلدانية، واسمه الحقيقي يوحنا ميخائيل. وتعرف عزيز على صدام حسين منذ خمسينات القرن الماضي، الا انه بقي بعيدا عن الدائرة المقربة منه والتي ارتكزت بشكل واسع على رموز من السنة لا سيما من منطقة تكريت مسقط رأس الرئيس الاسبق الذي اعدم في 2006. وتدرج في حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق، ليصبح المسيحي ذي الرتبة الاعلى في الحزب الذي حكم البلاد منذ العام 1968. ويقول منتقدو التدخل الاميركي ان عزيز كان سجينا سياسيا، واودع الاحتجاز بسبب مقارعته ببراعة للذرائع الاميركية والبريطانية، لا سيما منها تلك المتعلقة بامتلاك بغداد اسلحة دمار شامل، والتي مهدت لاجتياح 2003.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه