في الوقت الذي يحتدم الصراع بين المقاومة الشعبية المؤيدة للرئيس عبدربه منصور هادي من جهة، وبين الحوثيين الذين يحاولون السيطرة على اليمن بالتحاف مع قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، تنطلق غدا الاثنين محادثات سلام بين الحكومة أطراف النزاع بهدف الوصول إلى اتفاق. ورغم أنّ تلك المحادثات تأتي بعد شهور من الصراع وتعد الخطوة الأولى من أجل تهدئة الصراع، إلا أنّ التوقعات بشأن المحادثات تبدو غير متفائلة، حيث أعرب مواطنون يمنيون وخبراء في الشأن اليمني عن عدم ثقتهم في نجاح هذه المحادثات. منذ بدء المتمردين الحوثيين المدعومين من قبل إيران، في محاولة الاستيلاء على صنعاء ومن بعدها عدن، واندلاع المواجهات المسلحة بين أطراف الأزمة اليمنية، ارتفعت الحصيلة البشرية إلى أكثر من 2000 قتيل، وأكثر من نصف مليون مشرد، وسُجل نقص كبير في المرافق الصحية والأدوية و خدمات الكهرباء والوقود. وتعلن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عن أنّ 80 % من سكان اليمن أي أكثر من 20 مليون شخص بحاجة إلى شكل ما من أشكال المساعدات ودقت المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونيسيف ناقوس الخطر مشددة على أن نصف سكان اليمن باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية في مجالات العلاج و المياه و الغذاء و الأمن والمأوى ، أو كل ذلك مجتمعا وفي دوامة الصراع من أجل البقاء على قيد الحياة، لا يجد الكثير من اليمنيين الوقت لوضع توقعات حول محادثات السلام المقبلة، كما تقول ربة البيت نادية اللهبي لوكالة الأنباء الألمانية:" نحن نركزفي الوقت الراهن على تأمين قوت يومنا وكيف نحمي عائلاتنا من الموت "نحن أكثر من متأكدين ان هذا المؤتمر سيفشل والحرب سوف تستمر" بتلك العبارة لخص الكثير من المواطنيين رأيهم في محادثات جنيف ، ويؤكد شاعف العمري، سائق سيارة أجرة، أنّ لا أمل لديه في هذه المحادثات قائلا: المتمردين الحوثيين المدعومين من قبل إيران، لن يستسلموا في صراعهم من أجل الاستمرار في السيطرة على الحكم بالقوة ولم تختلف توقعات الخبراء في الشأن اليمني حول محادثات جنيف، حيث رجح مبعوث الأمم التحدة في اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، أنّ تكون نتائج محادثات جنيف متواضعة، قائلاً في لقاء تلفزيوني قبل بضعة : نحن نعلم بأن هذه المحادثات تعد مرحلة أولية في مثل هذه القضية الشائكة، ولفت إلى أنّ تحقيق السلام مرتبط باعلان وقف اطلاق النار، الذي يجب أن يعقد بين الحوثيين والرئيس عبدربه منصور وحذر آدم بارون، الخبير في الشؤون اليمنية، من رفع سقف التوقعات من محادثات السلام. ويشير بارون إلى أنّ وجود الطرق كثيرة قد تتسبب في إفشال محاداثات السلام في جنيف، موضحًا أنّ القبائل المختلفة في اليمن تسعى لتحقيق أهدافها الخاصة، حتى لو كانوا يحاربون شكليًا في نفس الجبهة ويرى الخبير في الشؤون اليمنية والباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ان هذه الخطوة جاءت نتيجة الضغط الهائل من قبل الشعب اليمني المتضرر الأكبر من هذه الحرب وبحسب دويتشه فليه أوضح مشيل هورتون محلل من مؤسسة جيمس تاون، أنّ الفوضى في اليمن تخدم بالأخص مصالح المتطرفين في البلاد، سواء التابعة لتنظيم القاعدة، والتي تتخذ اليمن كمعقل لها، أو ميليشيات تنظيم داعش، لافتًا إلى أنّ تلك العناصر لن تسمح بإنجاح تلك المفاوضات.