ماذا يحدث أثناء النوم؟

يقضي الإنسان ثلث حياته في النوم. ولكن ماذا يحدث حين يغمض الإنسان عينيه؟ وهل من فرق بين نوم الرجال ونوم النساء؟ ومن أين تأتي الأحلام؟ وهل يحلم جميع الناس ويتذكرون أحلامهم بالقدر نفسه؟ ينبغي حين يشعر الجسم بالتعب لأن يأخذ قيلولة صغيرة ينام فيها الإنسان بعد الظهر لاستعادة نشاطه. ولكن يجب ألا تتجاوز مدة نوم استراحة القيلولة في اليوم الواحد 30 دقيقة، لأن الجسم يدخل بعدها إلى مرحلة النوم العميق ولا يستطيع الإفاقة منها إلا بصعوبة. ولم يعرف العلماء بعد سبب التثاؤب فربما هو التعب أو زيادة درجة حرارة المخ أو نقص الأكسجين. أسباب التثاؤب الفعلية غير واضحة، لكن الواضح أن التثاؤب مُعْدٍ وينتقل من شخص إلى آخر. حين يصاب الإنسان بالأرق في الليل ويشعر بالإرهاق ويفقد القدرة على النوم قد تكون الحبوب المنوّمة هي الحل، ومنها ما يمكن اقتناؤه من الصيدليات من دون وصفة طبية، لكن يجب الانتباه إلى وجود احتمال كبير للتعود والإصابة بالإدمان عليها. وفق تقرير حول المخدرات أصدرته الحكومة الألمانية عام 2014. ويفيد التقرير بأن استهلاك المنوّمات الأكثر انتشارا مثل البنزوديازيبين على المدى الطويل قد يضر بالذاكرة ، بل وقد يؤدي إلى الخَرَف. ولذلك يفضل العلاج الطبيعي ضد الأرق مثل شاي البابونج وكذلك اللوز الذي يعمل على تهدئة الأعصاب. يمر الجسم أثناء النوم بعدة مراحل مختلفة. ويمكن تصنيفها إلى مرحلتين: مرحلة النوم الخفيف ومرحلة النوم العميق. وتسمى هاتان المرحلتان: بمرحلة حركة العين السريعة ومرحلة حركة العين غير السريعة. ففي مرحلة النوم الخفيف تتحرك العيون بسرعة ذهابا وإيابا تحت الجفون المغلقة في حين يكون أداء الدماغ كبيرا، وهذه هي المرحلة التي يحلم فيها النائم غالباً. أما في مرحلة النوم العميق فإن الجسم يرتاح ويعمل على معافاة نفسه من التعب. أما بالنسبة للأحلام فهي نشاط ذهني أثناء النوم، ويشاهد الإنسان قصصا بأكملها أثناء النوم: من الطيران وعوالم الخيال وحتى التحول إلى مخلوقات أخرى. لا يوجد رأي واحد حول ما يحدث تماما أثناء النوم، وتختلف آراء الباحثين حول مصدر الأحلام، فاختصاصيو الأعصاب يقولون إن الأحلام ما هي إلا استجابة لما يحدث من عمليات في أعصاب الإنسان، في حين يقول الأخصائيون النفسيون إن الأحلام ما هي إلا انعكاسات لما يحدث في لا وعي الإنسان. ومن الواضح أن جميع الناس يحلمون بالقدر نفسه تقريبا، طالما لم يتناولوا علاجات ذات تأثيرات عقلية ونفسية. ورغم أن الناس يحلمون بالقدر نفسه لكنهم يتفاوتون في تذكر الأحلام، فليس جميع البشر يتذكرون أحلامهم بالقدر نفسه. النوم الكافي مهم، لكن الإفراط في زيادة النوم قد يكون ضارا بالإنسان وقد يؤدي إلى الاكتئاب أو إلى جلطة قلبية (احتباس الدم نتيجة انسداد أحد شرايين القلب) أو إلى الخَرَف. واختلف الباحثون حول فترة النوم الكافية لكن متوسطها لدى البالغين نحو 8 ساعات تقريبا. في الصباح، يكون بعض الناس نشيطين وممتلئين بالحيوية في حين أن البعض الآخر يشعرون بالتعب حتى إذا شربوا القهوة عدة مرات. وقد رجّحت دراسات أن المزاج الصباحي له عامل وراثي وله علاقة بجينات الإنسان. ويُصنَّف الناس من حيث نوع نومهم إلى قسمين: المستيقظين باكرا (العصافير) والنائمين طويلا (البوم). فالأشخاص من النوع طيور البوم تدق ساعاتهم البيولوجية الداخلية بشكل بطيء، في حين تدق الساعات الداخلية للأشخاص من نوع طيور العصافير بشكل أسرع. والإيقاعات البيولوجية الداخلية تكون لدى الطرفين مختلفة. وزادت الحياة العصرية من مستوى الضوضاء التي تعكر صفو النوم وتخل بالإيقاع البيولوجي الداخلي. لذا قد يكون استخدام سدادات الأذن إذا لزم الأمر مفيدا. وليس بالضرورة أن يعيش الإنسان قرب مطار أو في جوار منجم فحم كي يشعر بالضوضاء، فسماع رجفان جهاز الكمبيوتر وتصفح الإنترنت على الهاتف الذكي قبل النوم كل ذلك من معكرات صفو النوم. كذلك شرب الكحول يؤدي إلى اضطراب النوم والتمثيل الغذائي، حتى لو كان يبدو أنه يبعث على الاسترخاء قبل النوم، فمثلاً: كوب واحد من النبيذ يجعل النوم أقل عمقاً مما ينبغي أن يكون. الفرق بين نوم الرجال ونوم النساء الرجال يختلفون عن النساء أثناء النوم، ولا يقتصر ذلك على الشخير والحركات الرافسة أحيانا، بل أظهرت دراسات أيضا أن النساء أكثر حساسية من الرجال في حال وجود الشريك على السرير نفسه. وتكون المرأة أكثر يقظة (حتى خلال النوم) من الرجل في حال وجود الشريك بقربها. وفي المقابل ينام الرجل بشكل أعمق إذا كانت الشريكة قربه أو على السرير نفسه. وقد أظهرت دراسات أن هرمونات التوتر في دم الشركاء (الزوجات والأزواج) العائشين معا لوقت طويل تكون أقل منها في دم العازابات والعازبين.