لا يكاد يمضي أسبوع دون الإعلان عن دورات تطوير الذات، أو تنمية حس القيادة، موجهة للشبان الخليجيين، والسعوديين بشكل خاص، وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى الصحف المحلية. والقاسم المشترك لهذه الدورات أنها تكون في مخيمات في تركيا، ويقوم عليها أشخاص محسوبون على تيارات الإسلام السياسي، وخصوصا أولئك الذين يوصفون بأنهم محسوبون على تنظيم الإخوان. ولجأت المخيمات مؤخرا إلى استقطاب الشخصيات التي تحظى باهتمام جماهيري، وخصوصاً الدعاة، والمذيعين، والمنشدين، ونجوم الشعر الشعبي، الذين يحظون بشعبية جارفة في وسائل التواصل الاجتماعي، وخارجها. ويعد استهداف الشعراء الشعبيين، والمنشدين، خطوة تكتيكية جديدة ربما لخلط العصبية الدينية مع العصبية القبلية، ومحاولة تحقيق ما فشلت فيه الثورات العربية مستقبلاً، حسب ما يزعم معلقون خليجيون وهم يتحدثون عن أخبار المخيمات التركية. وليس سرا أن تركيا وحدودها المفتوحة أحيانا لعبوا دورا مهما في شحن المجاهدين إلى مناطق الصراع، وخصوصاً سوريا. وغالباً ما يُنظر إليها الخليجيون بعين الريبة، بسبب دعمها تنظيم الإخوان المسلمين الذي يصنف في أكثر من دولة خليجية بأنه تنظيم إرهابي. وبالعودة إلى فكرة المخيمات التركية لتطوير الذات، فقط لعب هذا النوع من الدورات في السابق، دوراً كبيرا في تهيئة الأرضية لثورات الربيع العربي حسب ما أشار إليه مراقبون، وذكروا عدة أسماء لمنظمات، وأكاديميات، وبعض المخيمات التي تجمع بين الدعاة، ومشاهير الإعلام. ومن أشهر هذه الأكاديميات أكاديمية التغيير خاصة أن مقرها قطر وتعمل على تلقين قيادات وأفراد أساليب خلق التغيير في الدول وأصول التظاهر والاحتجاج والتعامل مع الشرطة والجيش، وشعارها ثورة العقول أساس التغيير . وتأسست هذه الأكاديمية في لندن في مارس 2006، ثم تأسس لها فرع في الدوحة في 6 سبتمبر 2009؛ وسرعان ما توسعت، ليتأسس فرع فيينا في 1 مايو 2010، وتقوم أكاديمية التغيير، بتدريب الشباب في الدوحة وفيينا وعبر الإنترنت وقنوات اليوتيوب. وتحت عناوين كثيرة منها أفكار الثورة، وأفكار للثوار، وكيفية التعامل مع القوى التقليدية، وتكتيكات التفاوض، وأسلوب رفع سقف المطالب، وتنفيذ خطوات العصيان المدني، وإبراز بعض المعاني الرمزية مثل: حمل المصاحف وإضاءة الشموع ودق الطبول وحمل الأعلام الوطنية؛ ويترأس هذه الأكاديمية هشام المرسي، صهر الشيخ يوسف القرضاوي أحد أبرز جماعة الإخوان المسلمين. وساهمت أكاديمية التغيير في الدوحة بطريقة مباشرة في إحياء ثورات ما عرف بالربيع العربي لكن الغريب أنها تنطلق من الدوحة وتعلم الثورات وطرق الاحتجاج وتغيير الحاكم والانتقال إلى الديمقراطية المزعومة، لكنها لم تحرك ساكناً في قطر ولم تدعوا هنالك إلى أي تغيير؛ حتى أن معظم القائمين على هذه الأكاديمية المدعومة قطرياً هم من جماعة الإخوان المسلمين المناصرين لقطر، والتي تدعمهم الدوحة بالمقابل بملايين الدولارات وتعمل تطبيق نظرية الفوضى الخلاقة والتغيير وتقسيم المنطقة من جديد برعاية قطرية. ورغم الحملات المشككة في أهداف هذه الدورات وخصوصا المخيمات التركية، فإن المشرفين عليها يقولون بأن هدفها الرئيسي التنمية البشرية وتطوير الذات، وفي نفس الوقت الاستمتاع بالأجواء التركية والمناظر الخلابة التي لا يمكن أن توجد في صيف الخليج الساخن. ولكن بالبحث خلف هذه المنظمات نجد منظمة مثل منظمة الكرامة وهي منظمة غير حكومية تتخذ من جنيف مقرا لها وأسِّـست من طرف مساجين سياسيين سابقين في بلدان عربية. وفي غضون أربعة أعوام، تقدّمت "منظمة الكرامة لحقوق الإنسان" بآلاف الشكاوى لدى الأجهزة المُـلحقة بمجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، نيابة عن الضحايا في الدول العربية فقط . ويرأسها رشيد مسلي وهو سجين سياسي جزائري سابق لجأ إلى سويسرا منذ عام 2000 والذي هاجمه السيد إدريس الجزائري، سفير الجزائر خلال اجتماع تحضيري لمجلس حقوق الإنسان. والمثير أن رشيد مسلي صدرت بحقه "بطاقة إيقاف دولية بتهمة الانتماء إلى مجموعة إرهابية مسلحة". وأقام حوالي أربعة أعوام في الزنزانات الجزائرية. وبعد الإفراج عنه في موفى عام 1999، تحصّـل على اللجوء السياسي في سويسرا. وتتميز هذه المنظمة بإمكانيات وتوجّـهاتها السياسية، والتي لا يعرف ما إذا كان الأمر يتعلّـق بمنظمة ذات توجّـهات إسلامية، تستعمل الآليات القانونية لفرض نفسها في الغرب، إلا أنه يضيف "لقد فوجئنا بالصرامة المهنية وباتِّـساع شبكة علاقات هذه المنظمة غير الحكومية". وتُـموَّل "منظمة الكرامة " من مصادر خاصة، وتتوفّـر على فروع في لندن وبيروت والدوحة وصنعاء ويترأس المنظمة غير الحكومية عبد الرحمن النعيمي، أحد المعارضين السياسيين القلائل في دولة قطر. و يقف العقل حائراً أن هذه المنظمات اتخذت من دولة قطر مقرًا أو داعم لها ؛ وانشأت قناة تلفزيونية أعطتها مساحة حرية كبيرة، رغم أنها ترفض الحرية والتغيير داخل حدودها ، وتنتقد منذ سنوات الأنظمة العربية حولها، إلا أنها لم تتناول قطر إطلاقاً، وقد عملت هذه القناة والمنظمات على محاولة تغيير الفكر العربي وزرعت أفكار التغيير. ومن هنا نعرف أن القائمين على الأكاديمية وعلى قناة الجزيرة هم من الإخوان المسلمين، وهنا تنكشف القضية كاملة، فالهدف ليس التغيير نحو الأفضل بل التغيير نحو حكم الإخوان، وهذا ما حصل في مصر إثر دفع الشباب تجاه الثورات ليتسلق الإخوان بسهولة ويصلوا إلى الحكم قبل كشفهم وعزلهم..
كلام انشائي واتهامات بالجملة وافتراءات وخلط بين الموضوعات وتشويه متعمد للقاءات والبرامج التلفازية وللجهود الدعوية فضلا عن اتهام دول شقيقة . هل هذا مقال؟
مجنون هذا التقرير
لماذا ماذا يحدث
مجرد تشويه
مجرد تشويه