انتقد عمران فيروز الكاتب الصحفي في موقع قنطرة في مقاله، إيان هيرسي علي - المهاجرة من العالم الإسلامي إلى الغرب – بعد أن قدَّمت في ألمانيا كتابها "أصلحوا أنفسكم!" موجّهة كلامها للمسلمين. ويقول عمران أن كارهو الإسلام صفقوا لها ، وتوددت إليها وسائل الإعلام الألمانية لعرض ماضيها الكاذب في المحيط الإسلامي، بل واحتفى بها الإعلام الألماني دون أي نقد أو تمحيص ودون تفريق بين الإسلام كديانة ومشكلات المسلمين كبشر. ويضيف عمران أن ثمة رواج في سوق الكتب (الغربية)، على وجه الخصوص منذ صعود تنظيم الدولة الإسلامية والهجمات على "شارلي إيبدو"، حيث تُنشر بشكل شبه أسبوعي كتبٌ جديدةٌ تحوي صورًا مرعبةً على أغلفتها، أي هيئاتٍ مقنَّعةً ومدافع رشاشةً ورايةً ما مخططةً بالعربية. كلُّ هؤلاء الخبراء والنقَّاد والمراقبون وما عدا ذلك من التسميات التي يطلقونها على أنفسهم – يستميتون في محاولة القفز وركوب قطار "الشرق السريع"، الذي يسير باتجاه المنفعة وإظهار الذات، بعد تكرار استعمال الأحكام المسبقة لمجتمع الأغلبية الغربي. هيرسي علي أيضًا ممن فعلوا هذا تمامًا، والبعض ينظر إليها بصفتها "ناقدة الإسلام" الأكثر شهرة في العالم. وقد نُشر مؤخرًا كتابها "أصلحوا أنفسكم!" ولم تتناوله وسائل الإعلام الأمريكية وحدها بشكلٍ إيجابيٍ بل الألمانية أيضًا. ولم يكُن هناك أيُّ نقدٍ جذريٍ لشخص هيرسي علي باعتبارها داعيةً مزعومةً للإصلاح، إنما مُدِحت عوضًا عن ذلك واعتُبِرت "لوثر أنثويًا" سيجلب قريبًا بالتأكيد الخلاص الفعلي لمليار ونصف المليار مسلم فردًا فردا. وتطلق هيرسي علي على الإسلام العديد من الصفات من بينها أنه " تقديسٌ للموت هدَّامٌ وعدميّ". ومن تصريحاتها في إحدى المقابلات التي أجرتها مع المجلة الأمريكية "ريسون" أنه "في وقت ما يحين أوان تدمير العدو". واليميني المتطرِّف والإرهابي المعادي للإسلام أندرس بريفيك، الذي قتل سبعة وسبعين شخصًا في النرويج في شهر تموز/يوليو 2011، برَّأته هيرسي علي سابقًا من أي ذنب، بقولها إنَّ هذا الشخص كان "مجبورًا على ارتكاب جريمته". وكانت عبارة "لم يكُن لديه خيارٌ آخر سوى اللجوء إلى العنف" من كلمات هيرسي علي في حفل لدار النشر الألمانية أكسل-شبرينغر سنة 2012 حصلت خلاله على جائزة تكريمية، حيث كانت ردَّة فعل الجمهور تصفيق عارم. وكان هنريك برودر أشد أعداء الإسلام في ألمانيا، والذي كان جالسًا في الصف الأمامي يصفق بحماسة أثناء منح الجائزة. وانتقلت هيرسي علي في السنوات الأخيرة للعيش في الولايات المتحدة. لأنها فقدت كل المصداقية في موطنها الجديد هولندا. وكان الفضل في هذا الكشف سلسلة وثائقية هولندية كرَّست إحدى حلقاتها لقضية هيرسي علي. وانكشف أثناء البحث أن جلَّ ما روته أيان هيرسي علي للسلطات الهولندية لدى دخولها البلد مختلق ولا أساس له. هاجرت أيان هيرسي علي، واسمها الحقيقي أيان هيرسي ماجان، إلى هولندا سنة 1992. ولم تفصح هناك للسلطات عن اسم وسنّ خاطئين فقط، بل اختلقت مجموعة أكاذيب آنذاك ادعت هيرسي علي المولودة في الصومال بأنها قد هربت من الحرب الأهلية المحتدمة في بلدها، وفي الواقع كانت قد غادرت قبل بداية الحرب والتحقت في كينيا بمدرسة مرموقة للفتيات المسلمات. وكان تعليمها في المدرسة مموَّل من قبل الأمم المتحدة، وكان المحيط هناك آمنًا. كما كانت القصص التي تدور حول عائلتها مختلقة أيضًا. زوج هيرسي علي، الذي موَّل "هروبها" إلى أوروبا والذي تطلقت منه في وقت لاحق دون أي مشاكل، زارها فيما بعد عدة مرات في مأوى اللاجئين. وبقيت على اتصال بعائلتها بعد الطلاق أيضًا. حتى أنَّ شقيقها كان يدرس في مدرسة مسيحية. كل هذا لا يتفّق أبدًا مع صورة تلك العائلة الإسلاموية المتوحشة المزعومة التي يُفترض أنها هددتها بالعنف وبالقتل دفاعًا عن الشرف، إلا أن هيرسي كانت قد حصلت بفضل قصتها هذه على حق اللجوء بسرعة. لاحقًا اعترفت هيرسي علي أمام الكاميرا بقولها "نعم لقد اختلقت القصة بأكملها"، بعد أنْ تهاوى بيت الأكاذيب الورقي وانهار بالكامل. بعد وقت قصير على نشر الفيلم الوثائقي عن هيرسي التي كانت قد حققت نجاحًا سياسيًا كبيرًا في الحزب الليبرالي اليميني "حزب الشعب للحرية والديمقراطية" VVD الحزب السابق لعدو الإسلام خيرت فيلدرز، تخلت هيرسي علي عن منصبها باعتبارها نائبًا في البرلمان. بعد ذلك حصلت وظيفة في الولايات المتحدة الأمريكية لدى مركز لبحوث المحافظين الجدد ومقره واشنطن، ويُعتبر بمثابة نقطة تجمُّع للمسئولين عن غزو العراق المنافي للقانون الدولي. كما التف حول هيرسي في الولايات المتحدة الأمريكية على أولئك الذين يرون أنهم في "حربٍ ضد الإسلام". ومن بين هؤلاء أيضًا ممثلون عما يسمى بـ "الملحدين الجدد"، الذين يستهدفون في المقام الأول تشويه الإسلام. وينقل عمران أن الفيلسوف سام هاريس، أحد أشهر ممثلي الحركة المتطرفة والداعمين لهيرسي، يكتب أنَّ قتل بعض الناس بسبب معتقداتهم، إذا كانت خطيرة جدًا، أمرٌ مشروعٌ من الناحية الأخلاقية. ويشير هاريس في هذا السياق إلى المسلمين. وهكذا يردد أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية ليست في "حربٍ على الإرهاب"، إنما في "حربٍ على الإسلام".