(المجد للعبقرية وللمشهد وللقطة الختام ،،،،، برافو أوس الشرقي برافو أنت مخرج حقيقي وملهم ).. هذا مانطقته بتأثر وأنا اتابع اللحظات الاخيرة وختام حلقة ( بيضة الشيطان ) حيث أستأثرت لقطة الختام بي كما هو حال طيف واسع من المتابعين وملأتهم بمشاعر شتى بدليل حضورها كصورة مصاحبة عند أي قراءة للحلقة. ولا أبالغ عندما أقول أنها تحولت (أيقونة لسيلفي بكل حلقاته). كل هذا لأن عبقرية اللقطة نجحت في خلق حالة من التوتر في داخلنا كمتابعين وهو ما يبحث عنه أي مخرج لأي عمل. سأنقلكم هنا بإتجاه المشاهدين معي للحلقة ألقيت نظرة سريعة ( مسح بصري عاجل ) على وجوه من يشاركني المتابعة النتيجة كانت واحدة غرق الجميع في حالة ما، يصعب إطلاق وصف محدد لها ( حزن ، ذهول ، ألم ، فزع ، إستغراب، دهشة ، غصة ) ربما كل ماذكر ومالم يذكر هنا. طفحت الدموع من الأعين فيما كان الوجوم سيد الموقف والاستغراب خيم فوق رؤوسنا !!! هذا الحشد من المشاعر ليس من السهل أن تسكبه لقطة في وجدان مشاهد في زمن ( القيم اوف ثرونز) والأكشن وهوليود. هذا المعنى العميق للرسالة بهذا الوضوح مستحيل لكنه يحدث أحيانا عبر عبقرية ما ،المشهد يبدوا بسيطا، لكنه عميق مؤثر وملهم إيضا . هنا أقول (خلق هذا المستوى من المشاهدة صناعة وليس مصادفة دون شك). يقينا هو يحتاج مخرجا إستثنائيا. تستحضر هنا (هيتشكوك) الذي عرف ب"سيد التشويق " كونه صاحب لمسة فنية مبدعة ومدرسة عالمية مشهورة. لكن من يبزغ نجمه هنا ( أوس الشرقي ) على طريقته. لست مخرجا لكني هنا أتحدث من خلالي كمتابع مستهام. أنا على يقين أن أصعب مايواجهه المخرج معي هو تلك اللحظة التي عليه أن يدخلني إلى أعماق الممثل أو بمعنى آخر كيف هو السبيل إلى إقحام هذه العيون التي لم يعد يعجبها المشهد العابر إلى عمق المشهد ؟؟!!ا المشهد هنا تجسده ( اللحظة من وجهة نظر البطل التي تعطينا احساساً بما يشعر ويُفكّر الممثل). الأمر من دون أدنى شك يحتاج تفكيرا عميقا وكثير من الانغماس في اللقطة ومفاضلة بين بدائل شتى، قد يكون الحل في حيلة بسيطة جدا لكنها غائرة ومتمنعة وليست ملقاة على قارعة الإخراج الفني. ( السهل الممتنع) هو كل ما فعله أوس الشرقي مع ( ناصر القصبي ) وهو يمثل في ساحة الاعدام باستخدام مايعرف سينمائيا ب ( نظام اللقطة المزدوجة ). صحيح أنها لقطة بسيطة وبعد ان تشاهدها قد تقول عنها كذلك لكنّها عبقرية بحق !! بدليل تأثيرها وتداولها والحديث الممتد حولها. قمة النجاح أن تستطيع كمخرج ربط زمنين وشخصيتين معاً في أعمار مختلفة وازمنة مختلفة، وبمشاعر مختلفة في لقطة ، (عبدالله مع والده في الأرجوحة يلهو تحت نظره وفرحة الكون تحيط به. عبدالله نفسه يطلب من أبو سراقه السكين لقتل والده والمساحات الممتدة بين اللحظتين بما تعنيه من عمر وتحولات وصدمة ) وبكل ماتعنيه اللحظة من ذهول وحيرة وألم وحزن يكاد يخرجنا من الكون من خلال الكاميرا والمونتاج. ( هذه المهمة التي كان على أوس القيام بها ). المفاجأة هنا : هاتان الشخصيّتان بتناقضات اللحظة وبالأزمنة المختلفة تلتقيان بسلاسة وكلّيه وجمالية تحت أعين المُشاهدين وبتوظيف عبقري ! ممايؤكد إستثنائية اللقطة. إنها حيلة بسيطة، لكنّها بارعة جدّاً. هنا غني عن القول أن اللقطة استحقت أن تشعل مواقع السوشل ميديا ونجحت في الاستئثار بطيف واسع من المشاهدين مختلفي الاعمار والثقافة والخبرة لكنهم عاشوها بكل ماتعنيه من إندماج. الصديق صالح الديواني ( الكاتب بصحيفة الوطن ) من فرط إعجابه باللقطة لاذ على الفور بالفيس بوك كتب هناك منشورا حولها على صفحته في الفيس بوك معتبرا تلك اللقطة هي الأجمل على الاطلاق خلال العام 2015. الشاعر الجميل مفرح الشقيقي بدا متأثرا باللقطة فكتب عنها بحب ( ان تستطيع لقطة خلق هذا الألم هذا يعني انها جديرة بالفن ) وهي تستحق كل هذا الإعجاب . في ظني كانت هناك إضافة منتظرها لربما كانت قادرة على إعطاء المشاهد شعورا مضاعفا بالإرباك سببه شعور الأب بالضياع لحظة الإعدام ، حيث يدرك الأب انه لاشيء يمكنه فعله حيال الأمر ، إنه عاجز تماما عن استيعاب مايحدث ولايمكنه الخلاص ولاحتى مجرد الدفاع عن نفسه أو التعبير عن مشاعره . وهنا تظهر الكاميرا مجددا كأحد الحلول الإخراجية . وهنا كان بالأمكان إستخدام مايعرف فنيا ب ( دوامة الكاميرا ) حيث تبدأ الكاميرا بالدوران بتسارع ملحوظ مع موسيقى مناسبة لمنحنا لذة الولوج إلى عمق الممثل واللحظة بفتنة لايفعلها إلا لقطة عبقرية وملهمة . ويظل حضور ( خلف - ناصر - أوس ) في عمل ما قادر على نفث لحظات من سحر تتسرب إلينا نفحاته عبر الشاشة .
فعلا كما في العنوان فأنا لست متابعا للمسلسل ولكني رأيت المشهد عبر قراءتك وتحليلك الخيالي فهل بداع المشهد ولد هذا الابداع ام ابداع الرؤية اعطى المشهد ابداعه بالنسبة لي على الاقل شكرا ابا ايمن ... عيني عليك بارة