2015-10-10 

أضرار سعودية محدوة بعد وثائق ويكيليس المزعومة

من دبي، سيف العبدالله

رغم ما آثاره إعلان موقع ويكليس عن امتلاكة ملايين الوثائق المسربة التي تتعلق بسياسة الخارجية السعودية، ونشره بالفعل عدد من تلك الوثائق التي تسلط الضوء على طرق المملكة في دعم شبكة نفوذها، إلا أن الأضرار تبدو محدودة حتى الآن بالنسبة للرياض. ويؤكد الخبراء والمحللين أنّ الوثائق المسربة لن تحدث خللا إقليميًا أو مفاجئة دولية، لأنها لا تختلف عن السياسة المعلنة للسعودية، مشيرين على أنّ أعداء للرياض ربما تورطوا في تسريبها. وفي هذا السياق يقول مسؤول سعودي لوكالة فرانس برس: ليس هناك مفاجآت في الوثائق التي نشرت حتى الآن والتي تتعلق بوزارة الخارجية. أوضح أنّ ما ازعج المجتمع أنّ بعض المسائل الشخصية نشرت عبر الانترنت، مشددًا على أن الوثائق تتعلق بشكل عام باشخاص وليس بمسائل دبلوماسية ذات أهمية. ولفت المحلل السياسي المقيم في لندن عبدالوهاب بدرخان إلى أنّ الوثائق المسربة التي نشرت حتى الآن تتناول أمورًا متداولة وسياسات معروفة، ولم تكشف سرًا جديدًا. وبحسب فرانس برس شدد بدرخان على أنّ السعودية معروفة منذ عقود باستخدام القوى الناعمة، ومثلها دول اخرى، تبحث عن موالين لها في العمل السياسي، منوهًا أنّ مسألة تقديم مساعدات لمجموعات لديها نشاط سياسي أو ثقافي لا يخفى على أحد، نافيًا أنّ يكون لدى الرياض تنظيم لذلك مثل الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على سبيل المثال، بل تفضيلات وتقريب أو ابعاد لاشخاص بحسب انتماءاتهم. وخلص المحلل إلى أن ما كشفته الوثائق ليس فيه أي مفاجأة أو فضيحة يمكن أن تحدث خضة أقليمية أو خلالًا دوليًا، قائلًا: الأضرار معقولة ومحدودة بالنسبة للسعودية حتى الآن، أما الأضرار الأكبر فهي للأشخاص الذي وردت اسماؤهم في الوثائق. وقال: في هذا السياق لا نعرف ما إذا كان هناك وثائق آخرى أكثر أهمية تتناول مسائل حساسة مثل العلاقات بين دول الخليج أو العلاقات مع واشنطن أو روسيا أو عن الصفقات الضخمة ذات البعد السياسي. وتابع : في كل الأحوال، لا اعتقد أن أكبر أسرار الدولة يتم التعاطي بها من خلال دبلوماسيي وزارة الخارجية، بل هي في معظم الأحيان في عهدة الديوان الملكي ووزارتي الدفاع والخارجية إضافة إلى المخابرات. وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيدة اللويزة اللبنانية ايلي الهندي أن الوثائق تعطي باحسن الحالات صورة مجتزأة عن الحقيقة، متهمًا خصوم السعودية، لاسيما إيران، بامتلاك شبكات خاصة لدعم معارضي السعودية إعلاميًا وسياسيًا وحتى عسكريًا. وفي السياق ذاته يقول بدرخان أكثر الأطراف سعادة حاليًا بالتشهير بالوثائق هم المرتبطون بإيران. وتجدر الإشارة إلى أنّ جريدة الأخبار اللبنانية المؤيدة لحزب الله قد نشرت الوثائق المسربة ، وتضمنت الوثائق التي لم يتضح كيف حصل عليها موقع "ويكيليكس"، الآف الوثائق غير المهمة، فضلاً عما أشارت إليه "الرياض بوست" من أن عددا كبيرا من هذه الوثائق تم تزويره. وكانت وزارة الخارجية السعودية تعرضت لهجمة إلكترونية تسببت في اختراق عدد محدود من الوثائق في وقت سابق، إلا أنه من "المستحيل تقنياً الحصول على أكثر من نصف مليون وثيقة خلال فترة اختراق وجيزة" حسب مراقبين مطلعين تحدثوا مع "الرياض بوست". والتفسير حول وصول عدد الوثائق المزعومة إلى هذا الحجم الضخم، وقد تزيد، يعني أن هنالك خلف الستار نشاطا مختلفا، وتحديدا ماكينة الإعلام الإيرانية، ومؤيديها الكثر في الهلال الخصيب أو الجديب حاليا، الذين تفرغوا على مدار شهرين لتزوير عشرات الآلاف من الوثائق ونشرها. وتؤكد مصادر تحدثت معها "الرياض بوست" أن الوثائق السعودية الهامة تخضع لحماية تقنية شديدة، وأن ماتم اختراقه لا يعدو سوى مراسلات إدارية للسفارات، وتقارير صحافية لا تهدد الأمن الوطني للمملكة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه