حاز التسريب الأخير بشأن نقاش مزعوم بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي – حينما كان وزيرا للدفاع – و رئيس مكتبه عباس كامل ورئيس الأركان الحالي الفريق محمود حجازي حول المساعدات المالية المطلوبة من دول الخليج والذي تضمن سخرية من هذه الدول وثرائها على اهتمام الصحف الخليجية الصادرة اليوم. وجاء في التسجيل الصوتي المزعوم أن وزير الدفاع آنذاك (السيسي) أصدر تعليمات لمدير مكتبه بالاتصال بزعماء دول الخليج لطلب مساعدات مالية تصل إلى 30 مليار دولار. وجاء في المكالمة أن مدير مكتب السيسي، والذي يشغل حاليا منصب مدير مكتب رئيس الجمهورية (السيسي)، وصف بعض دول الخليج بأنها "أنصاف دول". وبالرغم من أن التسريب لم يحظ باهتمام الصحف المصرية التي اكتفت بنقل تأكيد العاهل السعودي على ثبات الموقف السعودي تجاه مصر في مساحة ضيقة على الصفحة الأولى لجريدة الأهرام، فإن صحيفتي الأخبار والمصري اليوم أوردتا خبر مقابلة السفير المصري ولي العهد السعودي مقرن "لتقديم التهنئة له" بمناسبة مبايعته وليا للعهد منذ ما يربو على الأسبوعين على صفحاتها الأولى. وكانت بعض التقارير الإعلامية تحدثت عن استدعاء السعودية السفير المصري بالرياض عقب إذاعة التسريب الأخير على إحدى القنوات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين. وفي المقابل، أبرزت صحف الدول الخليجية الثلاث – السعودية والإمارات والكويت – الواردة في التسجيل المزعوم دعم قادتها للرئيس السيسي. وتنقل جريدة الرياض في عنوانها الرئيسي عن العاهل السعودي قوله للسيسي إن "علاقة المملكة ومصر أكبر من أي محاولة لتعكيرها". كما نقلت جريدة الوطن الكويتية عن أمير البلاد، صباح الأحمد الجابر الصباح، قوله بإن "مسيرة التضامن مع مصر لم ولن تتأثر بأية محاولات للنيل منها". وعلى نفس المنوال، تقول جريدة الخليج الإماراتية إن ولي عهد أبوظبي أبلغ السيسي في مكالمة هاتفية أن "أي محاولة حاقدة لن تؤثر على علاقتنا مع مصر". وعلى النقيض تماما، قامت جريدة الراية القطرية بهجوم حاد على السيسي في مقال لرئيس تحريرها تصدر صفحتها الأولى تحت عنوان: "فضيحة تسريبات الرز". ويذهب المقال إلى أن "التسريب الصادم فضح أكذوبة منقذ مصر وحامي حمى الخليج"، مضيفا أن "هذا هو السيسي لمن لا يعرفونه، شخصية باهتة، كاذبة، متسلقة، منافقة، طماعة وليست طامحة لبناء بلدها وانتشالها مما تعانيه من أزمات وضائقات معيشية رغم مليارات الخليج التي دفعت له". ويضيف الكاتب "أن دول الخليج ستقف كثيراً عند هذه التسريبات الفاضحة، وستدرس بهدوء تداعياتها وما قد ينتج عنها من آثار سالبة على العلاقات الخليجية المصرية في عهد السيسي، الذي ينتظر بفارغ الصبر أموال الخليج عندما يعقد المؤتمر الاقتصادي لدعم مصر في شرم الشيخ الشهر المقبل، لكن ماذا ينتظر بعد هذه الفضيحة من الخليج، وهل يستطيع بعد الآن أن يطلب عوناً ومدداً اقتصادياً أوحتى سياسياً ؟" ويطالب الكاتب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي وصفه "بالجاحد" أن يعتذر لدول الخليج وقياداتها، "وأن يقدم بالدليل والبرهان المبين والشافي ما يثبت عكس ما جاء في التسريبات الفضيحة". وفي السياق ذاته، يعرب وائل عبدالفتاح في جريدة التحرير المصرية عن اعتقاده بأن العلاقات المصرية الخليجية مقبلة على مرحلة جديدة أقل دفئا ولكنها لن تؤثر بالضرورة على الدعم المالي لمصر. ويقول عبدالفتاح إن "الفقرة الثالثة من التحالف مع الخليج بدأت. انتهت الأولى (كانت من أجل التخلص من حكم الإخوان) والثانية (لخوض حرب ضد داعش ، وهى حرب لن ينتصر فيها أحد). الفقرة الثالثة خشنة يغيب فيها إلى حد كبير الجو الودي والمشاعر الفياضة التى وصلت لأول مرة إلى إعلان رئيس مصرى أن السعودية هى قائدة العرب". ويوضح عبدالفتاح أن "هذه المشاعر الفياضة تخْفُت بالتدريج من الطرفين، ويتسرب علنًا أو قسرًا كل ما يعكر الجو العاطفى بين القاهرة والرياض. مرة بما يقال فى كواليس القصر الملكى الجديد عن تغيير السياسة الخارجية والانتقال فى التعامل مع السيسى من القبول المطلق إلى القبول المشروط ، وهو ما يعني أن الدعم المالى لن يتغير لأنه مرتبط بتوازن مصالح سعودية. كما أن التحالف مع السيسى سيضمن ود مصر وقوة معنوية ومادية فى إطار تصعيد السعودية كلاعب إقليمي رئيس فى مواجهة إيران وتركيا، كلٌّ من موقعه".