رويترز - وقعت الهجمات واحدا تلو الآخر في غضون بضع ساعات.. ففي فرنسا عثر على جثة مقطوعة الرأس تغطيها كتابة باللغة العربية بعد أن صدم مهاجم حاويات غاز بسيارته فأحدث انفجارا وفي الكويت فجر انتحاري نفسه في مسجد للشيعة خلال صلاة الجمعة فقتل 27 وفي تونس فتح مسلح النار على فندق يرتاده السائحون فقتل 37 شخصا على الأقل. ولا توجد أدلة على أن هناك تنسيقا متعمدا للهجمات. لكن ساسة غربيين يرون أن حدوثها بفاصل زمني قصير في نفس اليوم وفي ثلاث دول بثلاث قارات يبرز التأثير الواسع والذي ينمو بسرعة لتنظيم الدولة الإسلامية. يمثل التنظيم المتشدد الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم الكويت الآن تهديدا خارج معاقله في سوريا والعراق. ودعا أتباعه هذا الأسبوع الى تصعيد الهجمات ضد المسيحيين وكذلك الفصائل الشيعية والسنية التي تقاتل مدعومة بتحالف تقوده الولايات المتحدة. في 23 يونيو حزيران حث المتحدث باسم التنظيم ابو محمد العدناني المقاتلين على الجهاد في رمضان وقال "فبادروا ايها المسلمون وسارعوا الى الجهاد وهبوا ايها المجاهدون في كل مكان واقدموا لتجعلوا رمضان باذن الله شهر وبال على الكافرين." كما قال ايضا "نبارك لكم قدوم شهر رمضان المبارك فاغتنموه وافضل القربات لله هو الجهاد فسارعوا اليه واحرصوا على الغزو في هذا الشهر الفضيل والتعرض للشهادة فيه." ولفت المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الكولونيل ستيف وارين الى أن تنظيم الدولة الإسلامية أعلن المسؤولية عن هجوم واحد وقال إن البنتاجون يبحث "ما اذا كانت هذه الهجمات المتنوعة والتي نفذت في مناطق بعيدة عن بعضها البعض نسقت مركزيا ام أنها جرت بمحض الصدفة." وحتى لو كانت منسقة فإن مصدرين مطلعين على فكر أجهزة المخابرات الأمريكية قالا إن من المرجح أن دعوة تنظيم الدولة الإسلامية للجهاد كانت مصدر إلهام لهذه الهجمات او ربما الذكرى الأولى لإعلان التنظيم قيام خلافة إسلامية في سوريا والعراق التي تحل يوم الاثنين. وقال آدم شيف اكبر عضو ديمقراطي في اللجنة الدائمة للمخابرات بمجلس النواب الأمريكي إن الهجمات أوضحت أن قدرة التنظيم على "إلهام الأتباع وتحويلهم الى التشدد تمثل تهديدا عالميا وأنه لا توجد دولة بمنأى عن تأثيره الخبيث." يقول بيتر نيومان مدير المركز الدولي لدراسة التشدد ومقره لندن إن من غير المرجح أن تكون الهجمات منسقة بشكل مباشر. وأضاف "لا أعتقد أنهم تحدثوا مع بعضهم البعض أو كانوا يعرفون بعضهم البعض او أن هناك قيادة مركزية طلبت منهم أن يفعلوا ذلك. لا توجد أي أدلة على أنها (الهجمات) منسقة." في الوقت نفسه فإن هجوم فرنسا الذي ربط نيومان بينه وبين هجمات فردية أخرى في العام المنصرم شملت سيدني وأوتاوا وكوبنهاجن يمكن أن يكون قد تم بإلهام من الدولة الإسلامية. وقال "في حالة الهجوم الفرنسي فإن هذه هي نوعية الهجمات التي تريد الدولة الإسلامية أن ينفذها الناس بمفردهم دون اي تنسيق او استشارة مسبقة أو أي شيء." يقول نيومان إنه في سبتمبر ايلول العام الماضي دعا المتحدث باسم الدولة الإسلامية أتباع التنظيم الى الا ينتظروا حتى يقول لهم ما يجب أن يفعلوه مشيرا الى أنه بات مصرحا لهم بأن ينفذوا هجماتهم في أي مكان يريدونه وأن يقتلوا من وصفهم بالكفار أينما وجدوهم وأن يفعلوا ما بوسعهم. وفي حين أن تنظيم الدولة الإسلامية أعلن المسؤولية المباشرة عن هجوم الكويت فقط فإن مقاتلا من التنظيم قال لرويترز إن الهجمات في كل من الكويت وتونس بوجه عام تحظى بمباركة دولة "الخلافة". وأضاف أن العدناني أمر في كلمته الجنود والأمراء بأن يجعلوا شهر رمضان شهر غزوات وسيكون كذلك.