تناولت الصحف البريطانية الأحداث الدامية التي حدثت أمس الجمعة في الكويت وتونس وفرنسا ، وسيطرت هذه الأحداث على صفحات الصحف . فكتبت صحيفة الاندبندنت في صفحتها الأولى "جمعة دامية" وفقًا لبي بي سي لوصف الهجمات التي شهدتها تونس والكويت وفرنسا وراح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى، على يد متطرفين إسلاميين. وفي مقالها الافتتاحي، تقول الاندبندنت إن التعامل مع التطرف الديني بعنف مفرط أو تساهل مخل يبدد فرص القضاء على هذا الوباء. وتضيف أن تنظيم "الدولة الإسلامية" تبنى هجوم الكويت فقط، ولكن لابد أنه ألهم المعتدين في هجومي فرنسا وتونس، وإن لم يكن مسؤولا مباشرة عنهما. وتقول الاندبندنت إن أغلب ضحايا هجوم تونس من الأوروبيين، ولابد أن المعتدي كان يعرف أن مرتادي المنتجع على شاطئ البحر أجانب أوروبيون، ولكن تنظيم "الدولة الإسلامية" يستهدف المسلمين أكثر من غيرهم. فالصراع الطائفي بين الشيعة والسنة هو الذي يشعل العراق وسوريا واليمن، ثم وصل إلى سوريا التي كانت واحة للتعايش النسبي بين مختلف طوائف المسلمين. وتنبه الصحيفة إلى الخلط بين هذه الأعمال البشعة والإسلام، أحد أعظم الديانات في العالم، فهناك الكثيرون من غير المسلمين يقتلون باسم الدين، وباسم أيديولوجيات أخرى، مثل قاتل المصلين في كنيسة تشارلستون، في الولايات المتحدة. فعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" ربما يعتقدون أنهم وحدهم المؤمنون الحقيقيون، ولكن هناك الملايين من المسلمين في العالم لا علاقة لهم بهذا التنظيم القاتل. وأما صحيفة الغارديان فتقول في مقال تحليلي إن تونس، الشرارة الأولى للربيع العربي، تواجه التحدي الأكبر اليوم، بعد أحداث سوسة. وتضيف الغارديان أن تونس تعاني منذ شهور من تصاعد نشاط المتشددين، إذ ان الآلاف من مواطنيها سافروا للقتال في سوريا، وكان المتشددون يستهدفون قوات الأمن، لكن الأمر تغير منذ الهجوم على متحف باردو، الذي خلف 21 قتيلا. وقد أعلن الرئيس، باجي قايد السبسي، عقب الهجوم، عن قوانين جديدة لمكافحة الإرهاب، وتوعد بملاحقة الضالعين فيه، ولكن هذه القوانين أحدثت جدلا وسط السياسيين، وتعرضت لانتقاد منظمات حقوق الإنسان. وترى الغادريان أن التوازن بين الإجراءات الأمنية وحقوق الإنسان سيكون التحدي الأكبر في بلاد شهدت دكتاتورية بوليسية قمعية في عهد زين العابدين بن علي. ونشرت صحيفة ديلي تلغراف تعليقا على أحداث الجمعة مشيرة إلى قدرة تنظيم "الدولة الإسلامية" الخارقة على حشد الأتباع وتحريضهم على الهجمات أكثر من أي تنظيم إرهابي آخر. وتقول ديلي تلغراف في تعليقها أن هذه الهجمات تزامنت مع خطاب دعا فيه المتحدث باسم تنظيم "الدولة الإسلامية"، أبو محمد العدناني، إلى جعل رمضان "شهر وبال على الكفار". وتزامنت أيضا مع تراجع التنظيم ميدانيا في العراق وسوريا، وليبيا، وكان لزاما عليه أن يستعيد بعضا من رهبته. وتضيف الصحيفة أنه إذا تبين أن تنظيم "الدولة الإسلامية" ألهم المهاجمين الثلاثة، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أنه كان هناك تنسيقا بينهم، ولا أن الهجمات كانت مخططة مسبقا، من قلب التنظيم. وقد أثبتت الأشهر الأخيرة أن التنظيم قادر على تحريض أتباعه لتنفيذ هجمات في الخارج، وأنه يملك من وسائل الإقناع ما لم يتوفر لمنظمات أخرى.